قوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ﴾ هذا رد عليهم في تعجبهم، والمعنى لا ينبغي لكم التعجب من إرسال الرسول. لأن ﴿ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ ﴾ إلخ، فمن كان قادراً على ذلك، فلا يستغرب عليه إرسال رسول. قوله: (أي في قدرها) جواب عن قوله: (لم يكن ثم شمس) إلخ. قوله: (لتعليم خلقه التثبت) أي التأني والتمهل في الأمور، وتخصيص الستة بذلك، ولم تكن أقل ولا أكثر مما استأثر الله بعلمه. قوله: (استواء يليق به) هذه طريقة السلف في تفويض علم المتشابه إلى الله تعالى، وطريقة الخلف، يؤولونه بالاستيلاء والقهر والتصرف، وإلى هاتين الطريقتين أشار صاحب الجوهرة بقوله: وكل نص أوهم التشبيها   أوله أو فوض ورم تنزيهافالاستواء كما يطلق على الركوب، يطلق على الاستيلاء، وهو المراد هنا، ومنه قول الشاعر: قد استوى بشر على العراق   من غير سيف ودم مهراققوله: ﴿ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ ﴾ أي يتصرف في الخلائق بأسرها، ولا يشغله شأن عن شأن. قوله: ﴿ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ﴾ أي لا يشفع أحد عنده، إلا أن يأذن له في الشفاعة. قوله: ﴿ رَبَّكُمُ ﴾ أي خالقكم ومربيكم. قوله: (بإدغام التاء في الأصل) أي فأصله تتذكرون، قلبت التاء ذالاً، وأدغمت في الذال. قوله: ﴿ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً ﴾ رد على منكري البعث قالوا: ما هي إلا حياتنا الدنيا، نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر. قوله: (بفعلهما المقدر) أي وعدكم وعداً، وحقه حقاً. قوله: (بالكسر) أي وهي القراءة السبعية. قوله: (والفتح) أي وهي شاذة، فكان عليه أن ينبه عليها. قوله: ﴿ بِٱلْقِسْطِ ﴾ أي العدل المصحوب بالفضل، أو المراد بالقسط: عدل العبيد، بامتثالهم المأمورات، واجتنابهم المنهيات، فتكون الباء سببية. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ غاير الأسلوب، إشارة إلى أنهم مستحقون العذاب بسبب أعمالهم، وأما المؤمنون فثوابهم بفضل الله، وإلى أن المقصود من البدء والإعادة إنما هو الثواب، وأما العقاب، فكأنه عرض للكفار من سوء اعتقادهم وأفعالهم. قوله: ﴿ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ أي غير الشراب. قوله: (أي بسبب كفرهم) أشار بذلك إلى أن الباء سببية، وما مصدرية.


الصفحة التالية
Icon