قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا ٱلْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ ﴾ أي كقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم. قوله: ﴿ لَمَّا ظَلَمُوا ﴾ أي حين ظلمهم. قوله: ﴿ وَجَآءَتْهُمْ ﴾ قدره المفسر إشارة إلى أن الجملة حالية من فاعل ﴿ ظَلَمُوا ﴾.
قوله: (عطف على ظلموا) أي كأنه قيل: حين ظلموا، وحين لم يكونوا مؤمنين. والمعنى أن سبب إهلاكهم شيئان: ظلمهم وعدم إيمانهم. قوله: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ ﴾ عطف على ﴿ أَهْلَكْنَا ﴾.
قوله: أي متخلفين من بعد القرون، بسبب أن الله أورثكم أرضهم وديارهم، فمن يوم بعث الله محمداً فجميع الخلق الموجودون من يؤمئذ إلى يوم القيامة من أمته مسلمهم وكافرهم، وهم خلفاء الأرض. قوله: ﴿ لِنَنظُرَ ﴾ أي ليظهر متعلق علمنا، ونعاملهم معاملة من ينظر، وفي الكلام استعارة تمثيلية، حيث شبه حال العباد مع ربهم، بحال رعية مع سلطانها في إمهالهم لنظر ماذا تفعل، واستعير الاسم الدال على المشبه به للمشبه، على سبيل التمثيل والتقريب، ولله المثل الأعلى. قوله: ﴿ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ﴾ أي فهل تصدقون رسلنا أو تكذبونهم. قوله: ﴿ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ﴾ فيه التفات من الخطاب للغيبة. قوله: ﴿ ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ ﴾ أي من عند ربك، إن كنت صادقاً في أنه من عند الله. قوله: ﴿ أَوْ بَدِّلْهُ ﴾ أي بأن تجعل مكان سب آلهتنا مدحهم، ومكان الحرام حلالاً، وهذا الكلام من الكفار، يحتمل أن يكون على سبيل الاستهزاء والسخرية، ويحتمل أنه على سبيل الامتحان، ليعلموا كونه من عند الله فلا يقدر على تغييره ولا تبديله أو من تلقاء نفسه فيقدر على ذلك، والأول هو المتبادر من حالهم. قوله: ﴿ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ ﴾ إلخ. أي لا يليق مني ولا يصح. قوله: ﴿ إِنِّيۤ أَخَافُ ﴾ تعليل لما قبله.