قوله: ﴿ وَأُوحِيَ ﴾ الجمهور على أنه مبني للمفعول، وأنه بالفتح في تأويل مصدر نائب فاعل، وقرىء شذوذاً بالبناء للفاعل، وأنه بالكسر، إما على إضمار القول: أي أوحى الله إلى نوح قائلاً له إنه إلخ، أو بتضمين الإيحاء معنى القول. قوله: ﴿ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ ﴾ أي لن يستمر على الإيمان إلا من ثبت إيمانه وحصل، فاندفع ما يقال إن فيه تحصيل الحاصل. قوله: (فدعا عليهم) أي بعد اليأس من إيمانهم، وحصول غاية المشقة له منهم، فكانوا يضربونه حتى يسقط، فيلقونه في اللبد ويلقونه في بيت يظنون موته، فيخرج في اليوم الثاني، ويدعوهم إلى الله تعالى، وكانوا يخنقونه حتى يغشى عليه، فإذا أفاق قال: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون، وكان الوالد منهم يوصي أولاده بعدم اتباعه ويقول: قد كان هذا الشيخ مع آبائنا وأجدادنا هكذا مجنوناً، فلا يقبلون منه شيئاً. فلما أوحي إليه بعدم إيمانهم دعا عليهم كما قال المفسر.