قوله: ﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ ﴾ أي فوضت أموري إليه واعتمدت عليه. قوله: ﴿ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ﴾ هذا تبكيت عليم. قوله: (فلا نفع ولا ضرر إلا بإذنه) أي وأنتم من جملة الدواب، فليس لكم تأثير في شيء أصلاً. قوله: ﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾ شرط حذف جوابه لدلالة قوله: ﴿ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ ﴾ إلخ عليه، والتقدير فلا عذر لكم ولا مؤاخذة علي، فقد أبلغتكم إلخ. قوله: ﴿ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي ﴾ إلخ، هذا وعيد شديد مترتب على إعراضهم، والمعنى فإن تعرضوا عن الإيمان، فلا مؤاخذة علي، بل يقبلني ربي ويهلككم ويستخلف غيركم، ولا تضرونه شيئاً بإعراضكم، بل ما تضرّون إلا أنفسكم. قوله: ﴿ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴾ أي فلا تخفى عليه أحوالكم، بل يجازي كل أحد بعمله. قوله: (عذابنا) أي وهو الريح الصرصر المذكور في قوله تعالى:﴿ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ ﴾[الحاقة: ٧] الآية، فأصابهم صبيحة الأربعاء لثمان بقين من شوال، وكان يدخل في أنف الواحد، ويخرج من دبره، فيرفعه في الجو فيسقط على الأرض فتقطع أعضاؤه، وقد تقدم بسطها في الأعراف. قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ﴾ أي وكانوا أربعة آلاف قوله: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ ﴾ مبتدأ أو خبر على حذف مضاف، كما أشار له المفسر، أي آثار عاد. قوله: (في الأرض) أي أرضهم. قوله: (وانظروا إليها) أي لتعتبروا، وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته، ولكن المراد الأمة. قوله: (لأن من عصى رسولاً) إلخ، جواب عما يقال لم جمع الرسل، مع أنهم عصوا رسولاً واحداً وهو هود. قوله: ﴿ عَنِيدٍ ﴾ أي معاند متجاوز في الظلم. قوله: ﴿ لَعْنَةً ﴾ أي طرداً وبعداً. قوله: ﴿ وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ (لعنة) أي طرداً على رحمة الله، وهي الجنة وما فيها، لاتصافهم بالشقاوة الدائمة الموجبة للخلود في النار. قوله: ﴿ أَلاۤ إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ رَبَّهُمْ ﴾ هذا بيان لسبب استحقاقهم للعنتين. قوله: ﴿ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ ﴾ هذا هو معنى قوله: ﴿ وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ ﴾ وذكر تأكيداً وإشارة إلى أنهم مستحقون لذلك. قوله: ﴿ قَوْمِ هُودٍ ﴾ بدل من عاد، واحترز به عن عاد الثانية المسماة بثمود، وهي قوم صالح الآتية قصتهم بعد.


الصفحة التالية
Icon