قوله: ﴿ يُهْرَعُونَ ﴾ أي يسوق بعضهم بعضاً. قوله: ﴿ كَانُواْ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ ﴾ أي فلا حياء عندهم منها لاعتيادهم لها. قوله: ﴿ قَالَ يٰقَوْمِ ﴾ هذا الخطاب وقع من لوط، وهم خارج الباب. قوله: ﴿ هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي ﴾ (فتزوجوهن) أي وكان في شرعه يجوز تزوج الكافر بالمسلمة، وقيل: عرض بناته عليهم بشرط الإسلام، وقيل: قال ذلك لتخليص أضيافه، لا إباحة لتزويجهم بهن، لعلهم إذا رأوه قد فدى أضيافه ببناته، ينزجروا ويرتدعوا ويتركوا هذا الأمر، وقيل: المراد ببناته نساء قومه وأضافهن إليه، لأن كل نبي لقومه كالأب لأولاده، في الشفقة واللطف بهم. قوله: ﴿ هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ﴾ إن قلت: إن تلك الفعلة لا طهارة فيها. أجيب: بأن أفعل التفضيل ليس على بابه، نظير قوله تعالى:﴿ أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ ٱلزَّقُّومِ ﴾[الصافات: ٦٢].
قوله: (تفضحون) أي تعيبوني. قوله: (في ضيفي) أي في شأنه. قوله: ﴿ أَلَيْسَ مِنْكُمْ ﴾ استفهام توبيخ. قوله: ﴿ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً ﴾ أي لو ثبت أن لي بكم قوة، أو أني آوي جواب لو محذوف، قدره المفسر بقوله: (لبطشت بكم) وإنما قال ذلك، لأنه لم يكن من قومه نسباً، بل كان غريباً فيهم، لأنه كان أولاً بالعراق مع إبراهيم ببابل، فهاجر إلى الشام بأمر من الله، فنزل إبراهيم بأرض فلسطين، ونزل لوط بالأردن، فأرسله إلى أهل سدوم، فمن ذلك الوقت، لم يرسل الله رسولاً إلا من قومه. قوله: ﴿ قَالُواْ يٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ ﴾ أي فافتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب ودخلوا، فاستأذن جبريل ربه في عقوبته فأذن له، فتحول إلى صورته التي يكون فيها، ونشر جناحيه فضرب بهما وجوههم، فأعماهم وطمس أعينهم، حتى ساوت وجوههم، فصاروا لا يعرفون الطريق، فانصرفوا وهم يقولون: النجاة النجاة في بيت لوط سحرة، قد سحرونا يا لوط، سترى منا غداً ما ترى. قوله: ﴿ فَأَسْرِ ﴾ بقطع الهمزة ووصلها، وفعله أسرى وسرى، وهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ بِأَهْلِكَ ﴾ أي وهم بنتاه، فخرجوا وطوى الله لهم الأرض، حتى وصلوا إلى إبراهيم في وقته. قوله: ﴿ بِقِطْعٍ ﴾ الباء للمصاحبة، والمعنى نصف الليل. قوله: ﴿ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ ﴾ خطاب له ولبنتيه. قوله: (بالرفع) بدل من أحد، أي والمعنى: ولا يلتفت منك أحد إلا امرأتك فإنها تلتفت. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: (فقيل لم يخرج بها) راجع لقراءة الرفع. قوله: (وقيل خرجت والتفتت) راجع لقراءة النصب. قوله: (بأن رفعها جبريل إلى السماء) أي بأن أدخل جناحيه تحتها، وهي خمس مدائن، أكبرها سدوم، وهي المؤتفكات المذكورة في سورة براءة، ويقال كان فيها أربعة آلاف ألف، فرجع جبريل المدن كلها، حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلاب، ولم ينكب لهم إناء، ولم ينتبه لهم نائم ثم قلبها.