قوله: ﴿ بَقِيَّتُ ٱللَّهِ ﴾ ترسم بالتاء المجرورة، وعند الوقف عليه للاضطرار، يجوز بالتاء المجرورة أو المربوطة، وليس في القرآن غيرها. قوله: ﴿ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ أي لوجود البركة فيه. قوله: ﴿ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴾ أي مصدقين بما أمرتكم به ونهيتكم عنه، وهو شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه، أي فارضوا بما قسم الله لكم من الحلال. قوله: ﴿ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ أي حافظ لكم من القبائح، ولا حافظ عليكم النعم، إنما أنا مبلغ لكم الأحكام. قوله: ﴿ يٰشُعَيْبُ ﴾ خاطبوه باسمه من غير اقتران بالتعظيم، لقباحتهم وسوء فعلهم. قوله: ﴿ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ ﴾ أي وكان كثير الصلاة، وقيل المراد بها الدين، وخصت بالذكر لأنها أعظم الشعائر. قوله: (بتكليف) قدره دفعاً لما يقال: إن الترك من وصفهم وفعلهم لا فعل شعيب، والإنسان يؤمر بفعل نفسه لا فعل غيره. قوله: (من الأصنام) بيان لما. قوله: ﴿ أَوْ أَن نَّفْعَلَ ﴾ قدر المفسر (نترك)، إشارة إلى أنه معطوف على ﴿ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ ﴾.
قوله: (قالوا ذلك استهزاء) إلخ، أي أو أرادوا السفيه الغاوي، من باب تسمية الأضداد، أو المراد الحليم الرشيد في زعمك. قوله: ﴿ أَرَأَيْتُمْ ﴾ أي اخبروني. قوله: ﴿ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ ﴾ أي نبوة وصدق. قوله: (أفأشوبه) أي أخلطه، قوله: (من البخس والتطفيف) بيان للحرام. قوله: ﴿ وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ ﴾ أي فأنا آمركم بما آمر به نفسي، وليس قصدي أن أنهاكم عن شيء وأفعله. قوله: ﴿ مَا ٱسْتَطَعْتُ ﴾ أي مدة استطاعتي. قوله: ﴿ وَمَا تَوْفِيقِيۤ ﴾ أي وما كوني موفقاً. قوله: ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾ أي فوضت أموري إليه. قوله: (يكسبنكم) أي فهو متعد لمفعولين: الأول للضمير، والثاني أن وما دخلت عليه، والمعنى لا يكن شقاقي مكسباً لكم إصابة مثل ما ذكر، فلا تستمروا على مخالفتي، حتى يصيبكم بسبب تلك المخالفة مثل ما أصاب إلخ. قوله: (أي منازلهم) أي لأنهم كانوا مجاورين لقوم لوط، وبلادهم قريبة من بلادهم، وقوله: (أو زمن هلاكهم) أي فقد كان زمن هلاك قوم لوط، قريباً من قوم شعيب. قوله: ﴿ وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ﴾ أي اطلبوا منه المغفرة لذنوبكم. قوله: ﴿ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ ﴾ أي ارجعوا إليه بفعل الطاعات. قوله: ﴿ وَدُودٌ ﴾ صيغة مبالغة، إما بمعنى فاعل أي محب لهم، كما قال المفسر، أو بمعنى مفعول أي إن عباده يحبونه، ويمتثلون أوامره، ويجتنبون نواهيه.


الصفحة التالية
Icon