قوله: ﴿ لَيُوسُفُ ﴾ اللام موطئة لقسم محذوف. قوله: (بنيامين) بكسر الباء وفتحها، وهو أصغر من يوسف. قوله: ﴿ أَحَبُّ ﴾ (خبر) أي عن يوسف وأخوه، ولم تحصل المطابقة لأنه اسم تفضيل مجرد، وهو يلزم التذكير والتوحيد، قال ابن مالك: وإن لمنكور يضف أو جرداً ألزم تذكيراً وأن يوحداو ﴿ أَحَبُّ ﴾ مصوغ من حب المبني للمفعول وهو سماعي، ولو جاء على القياس لتوصل إليه بأشد، قال ابن مالك: وأشدد أو أشد أو شبههما يخلف ما بعض الشروط عدماواعلم أن مادة الحب والبغض، إذا بني أفعل التفضيل منها تعدى للفاعل بإلى، وللمفعول باللام، أو بفي، الآية الكريمة من الأول، فإن الأب هو فاعل المحبة، وإذا قلت: زيد أحب لي من عمرو، وأحب في منه، كان معناه أن زيداً يحبني أكثر من عمرو. قوله: ﴿ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ﴾ الجملة حالية، والعصبة قيل من العشرة إلى الأربعين، وقيل من ثلاثة إلى عشرة، وقيل من عشرة إلى خمسة عشر، وقيل غير ذلك. قوله: (خطأ) أي في أمر الدنيا وما يصلحها، لأنا أشد قوة وأكبر سناً وأكثر منفعة من يوسف، فلم آثره علينا في المحبة، إن هذا الخطأ بين، وليس المراد الخطأ في الدين، فإن اعتقاده كفر. قوله: (بإيثارهما) أي تقديمهما. قوله: ﴿ ٱقْتُلُواْ يُوسُفَ ﴾ إلخ، إنما قالوا ذلك، لأن خبر المنام بلغهم، فتشاورا في كيده بين أحد أمرين: إما قتله أو تغريبه بأرض بعيدة. قوله: (أي بأرض) أشار بذلك إلى أن قوله: ﴿ أَرْضاً ﴾ منصوب على نزع الخافض، ويصح نصبه على الظرفية، لأن المقصود أي أرض بعيدة. قوله: ﴿ وَجْهُ أَبِيكُمْ ﴾ أي قلبه، والمعنى لا يكون لكم منازع في محبته فيكم حينئذ. قوله: (بأن تتوبوا) أي تصلحوا دينكم بعد هذه الفعلة. قوله: ﴿ قَالَ قَآئِلٌ ﴾ هذا رأي ثالث أرفق بيوسف مما تقدم على الخصلتين. قوله: (هو يهودا) بدال مهملة، وأصل بالعبرانية المعجمة، لكن لما استعملته العرب أهملته، وكان أكبرهم سناً وأحسنه رأياً، وقيل القائل روبيل. قوله: ﴿ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ ﴾ الغيابة الشيء المظلم، والجب البئر التي لم تطو. والمعنى اطرحوه في قعر البئر المظلم، وكان بأرض بيت المقدس، وقيل بالأردن، وقيل على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب. قوله: ﴿ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ ﴾ أي لأن هذا الجب كان يرد عليه كثير من المسافرين. قوله: (فاكتفوا بذلك) قدره إشارة إلى أن جواب الشرط محذوف. قوله: ﴿ قَالُواْ يَٰأَبَانَا ﴾ هذا مرتب على محذوف، وذلك أنهم قالوا أولاً ليوسف. اخرج معنا إلى الصحراء إلى مواشينا فنستبق ونصيد، وقالوا له: سل أباك أن يرسلك معنا، فسأله فتوقف يعقوب، فقالوا مالك إلخ، والمعنى أي شيء ثبت لك في عدم أمننا؟ قوله: ﴿ تَأْمَنَّا ﴾ اتفق القراء على إخفاء النون الساكنة عند النون المتحركة، واتفقوا أيضاً على إدغامها مع الأشمام كما في الخطيب، ومن الشواذ ترك الإدغام كما في أبي السعود. قوله: (لقائمون بمصالحه) أي لعاطفون عليه حافظون له. قوله: ﴿ غَداً ﴾ منصوب على الظرفية، والغد: اليوم بعد يومك. قوله: (بالنون والياء فيهما) أي في نرتع ونلعب، وهما قراءتان سبعيتان، والرتع التمتع في أكل الفواكه ونحوها، واللعب بالاستباق والانتضال تمريناً لقتال الأعداد؛ وهو غرض صحيح مباح، لما فيه من تعلم المحاربة والإقدام على العدو.