قوله: ﴿ طُوبَىٰ ﴾ أصله طيبى، وقعت الياء ساكنة بعد ضمة، قلبت واواً، والمعنى عيشة طيبة لهم، وقد فسرت في آية أخرى بقوله تعالى:﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴾[الحاقة: ٢١-٢٣].
قوله: (أو شجرة في الجنة) أي وأصلها في دار النبي صلى الله عليه وسلم، وفي كل دار وغرفة في الجنة، منها غصن لم يخلق الله لوناً ولا زهرة إلا وفيها منها إلا السواد، ولم يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلا وفيها منها ينبع من أصلها عينان: الكافور والسلسبيل، كل ورقة منها تظل أمة، ثياب أهل الجنة تخرج منها أكمامها، فتنبت الحلل والحلي، ويخرج منها الخيل المسرجة الملجمة، والإبل برحالها وأزمتها، وما ذكره المفسر في تفسير طوبى قولان من أقوال كثيرة، وقيل إنه دعاء من الله لهم، والتقدير طيب عيشكم، وقيل غير ذلك. قوله: ﴿ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴾ أي ولهم حسن مرجع ومنقلب في الآخرة وهي الجنة. قوله: ﴿ كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ ﴾ هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم، أي فلا تحزن على عدم إيمان قومك، فإننا أرسلنا الأنبياء إلى قومهم فكفروا ولم يطيعوا، فليس من كذبك بأول مكذب. قوله: ﴿ فِيۤ أُمَّةٍ ﴾ أي إلى أمة. قوله: ﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ ﴾ أي سبقت ومضت. قوله: ﴿ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ ﴾ الجملة حالية. قوله: (لما أمروا بالسجود له) أي كما ذكره في سورة الفرقان بقوله تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱسْجُدُواْ لِلرَّحْمَـٰنِ قَالُواْ وَمَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾[الفرقان: ٦٠] وهذا القول منهم على سبيل العناد، ويسمى عند أرباب المعاني تجاهل العارف، فإن الرحمن هو المنعم على عباده، وهم يشاهدون نعمه عليهم، ومع ذلك قالوا: (وما الرحمن) وهذا كقول فرعون﴿ وَمَا رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ ﴾[الشعراء: ٢٣].
قوله: ﴿ هُوَ رَبِّي ﴾ أي الرحمن الذي أنكرتموه هو خالقي. قوله: ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ﴾ أي فوضت أموري إليه. قوله: ﴿ مَتَابِ ﴾ أي توبتي ومرجعي.