قوله: (والرفع مبتدأ) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (ملكاً وخلقاً وعبيداً) أي فلا شريك له في شيء من ذلك. قوله: ﴿ وَوَيْلٌ ﴾ قيل معناه دمار وهلاك للكافرين، وقيل واد في جهنم، لو وضعت في جبال الدنيا لذابت من حره، وهو مبتدأ، وسوغ الابتداء به قصد الدعاء. قوله: (نعت) أي للكافرين، وفيه الفصل بين النعت والمنعوت بأجنبي وهو قوله: ﴿ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴾ فالأوضح أن يكون مبتدأ خبره ﴿ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ﴾.
قوله: ﴿ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا ﴾ أي يحبونها ويألفونها زيادة على الآخرة، والمعنى يقدمون الحياة الدنيا على الآخرة. قوله: ﴿ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ﴾ أي يمنعون الناس عن الدين الحق. قوله: ﴿ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ﴾ أي يطلبون العدول والانحراف عنها، والمعنى أنهم يضلون غيرهم، ويضلون في أنفسهم. قوله: ﴿ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ ﴾ أي كفر مبعد لهم عن الرحمة والخير. قوله: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ ﴾ أي محمداً أو غيره فظاهر. إن قلت: إن كان المراد بقومه الذين نشأ فيهم، وإن كان المراد الذين أرسل لهم، فرسول الله أرسل لكافة الخلق، مع أنه لم يظهر منه إلا اللسان العربي، وهو لسان بعض قومه أجيب: بأن الله علمه جميع اللغات، فكان يخاطب كل قوم بلغتهم، وإن لم يثبت أنه تكلم باللغة التركية، لأنه لم يتفق أنه خاطب أحداً من أهلها، ولو خاطبه لكلمه بها. قوله: ﴿ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ ﴾ استئناف مفصل لقوله: ﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ ﴿ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ﴾ أي الغالب على أمره وهو كالعلة لقوله: ﴿ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ ﴾ الخ قوله: ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ أي الذي يضع الشيء في محله. قوله: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ ﴾ تفصيل لما أجمل في قوله: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ ﴾ الآية قوله: (التسع) تقدم منها ثمانية في الأعراف، والتاسعة في يونس قوله: (وقلنا له) لا حاجة لتقديره، بل المناسب أن يفسر أن بأي التفسيرية، لأن ضابطها موجود، وهو تقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه وهو ﴿ أَرْسَلْنَا ﴾، ويصح جعلها مصدرية أي بإخراج قومك، وهذه الباء للتعدية، وفي ﴿ بِآيَاتِنَآ ﴾ للحال قوله: (بنعمه) أي فالمراد بالأيام النعم، وعبر عنها بالأيام لحصولها فيها قوله: ﴿ لِّكُلِّ صَبَّارٍ ﴾ أي كثير الصبر وقوله: ﴿ شَكُورٍ ﴾ أي كثير الشكر، وخصوا بالذكر لأنهم المنتفون بها.


الصفحة التالية
Icon