قوله: ﴿ وَ ﴾ (اذكر) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى اذكر لقومك ما وقع لموسى وقومه لعلهم يعتبرون قوله: ﴿ يَسُومُونَكُمْ ﴾ أي يذيقونكم قوله: ﴿ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ ﴾ أي العذاب السيىء وهو الشديد قوله: ﴿ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ ﴾ عطفه بالواو هنا، إشارة إلى أنه غير العذاب السيىء المذكور، وأما في البقرة، فهو تفسير لسوء العذاب، فصح التغاير بهذا الاعتبار، وإن كانت الصحة واحدة. قوله: ﴿ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ﴾ أي للخدمة، فكانوا يستخدمونهن ويمنعونهن عن أزواجهن قوله: (لقول بعض الكهنة) جمع كاهن وهو المخبر عن المغيبات المستقبلة، وأما العراف فهو المخبر عن الأمور الماضية قوله: ﴿ وَفِي ذٰلِكُمْ بَلاۤءٌ مِّن رَّبَّكُمْ ﴾ أي فالله سبحانه وتعالى، يختبر عباده بالخير والشر، قال تعالى:﴿ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾[الأنبياء: ٣٥] لأن النعمة أو البلية، إذا أصابت الشخص فهو معرض: إما لرضا الله إن شكر وصبر، أو لغضبه إن جزع وكفر. قوله: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ ﴾ من جملة كلام موسى لقومه، كأنه قيل: ﴿ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾، واذكروا حين تأذن ربكم قوله: (بالتوحيد والطاعة) أي بأن وحدتموني ودمتم على طاعتي قوله: ﴿ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ أي من خيري الدنيا والآخرة، فيحصل لكم النعم والرضا فتظفون بالسعادتين قوله: ﴿ وَلَئِن كَفَرْتُمْ ﴾ لم يصرح بالجواب في جانب الوعيد، وصرح به في جانب الوعد، إشارة إلى كرمه سبحانه وتعالى، وأن رحمته سبقت غضبه، ونظير ذلك قوله تعالى:﴿ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ﴾[آل عمران: ٢٦] ولم يقل وبيدك الشر قوله: (لأعذبنكم) هذا هو جواب القسم، وحذف جواب الشرط للقاعدة، أنه عند اجتماعهما يحذف جواب المتأخر. قوله: ﴿ وَقَالَ مُوسَىۤ ﴾ أي بعد أن أيس من إيمانهم. قوله: ﴿ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ ﴾ أي عن شركك وإيمانكم قوله: ﴿ حَمِيدٌ ﴾ أي مستحق للحمد، والمعنى: أن كفركم بالله أنتم وأهل الأرض جميعاً، لا ينقص من ملكه شيئاً، وإيمانكم لا يزيد في ملكه شيئاً، بل على حد سواء، وإنما ذلك راجع إلى أنفسكم، وهو غني عنكم.