قوله: ﴿ أَلَمْ يَأْتِكُمْ ﴾ من كلام موسى أيضاً، أو من كلام الله قوله: ﴿ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾ إما مبتدأ خبره. قوله: ﴿ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾ أو معطوف على قوله: ﴿ قَوْمِ نُوحٍ ﴾، وقوله: ﴿ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ ﴾ اعتراض قوله: ﴿ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ ﴾ مستأنف واقع في جواب سؤال مقدر تقديره ما قصتهم وما شأنهم. قوله: ﴿ فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَٰهِهِمْ ﴾ أي لكراهتهم ذلك، فإن شأن الإنسان، إذا كره شيئاً واغتاظ منه، ولم يقدر على دفعه، يعض على يديه. قوله: (ليعضوا عليها) بفتح العين وضمها. قوله: (على زعمكم) أي وإلا فلم يعترفوا برسالة رسلهم. وقوله: ﴿ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ ﴾ الخ أي والشك كفر، فلا ينافي قولهم ﴿ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ ﴾.
قوله: (في الريبة) أي وهي عدم اطمئنان النفس إلى الشيء قوله: ﴿ قَالَتْ رُسُلُهُمْ ﴾ أي جواباً لقول الأمم ﴿ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ ﴾.
قوله: ﴿ أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ ﴾ الهمزة للاستفهام، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره أثبت، و ﴿ شَكٌّ ﴾ فاعل بالجار والمجرور لاعتماده على الاستفهام، والجار والمجرور خبر مقدم، و ﴿ شَكٌّ ﴾ مبتدأ مؤخر، والأولى لسلامته من الفصل بين الصفة وهو ﴿ فَاطِرِ ﴾، والموصوف وهو لفظ الجلالة بأجنبي وهو المبتدأ. قوله: (للدلائل الظاهرة) أي العقلية والنقلية. قوله: ﴿ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ ﴾ هذا من جملة أدلة توحيده. قوله: ﴿ يَدْعُوكُمْ ﴾ الجملة حالية قوله: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكُمْ ﴾ أي لا ليتكمل بطاعتكم، بل ثمرة امتثالكم وطاعتكم عائدة عليكم قوله: (من زائدة) هذا مبني على مذهب الأخفش، من أنها تزاد في الإثبات، وهي طريقة ضعيفة، فلا يناسب تخريج القرآن عليها، وقوله: (أو تبعيضية) فيه أنه ظاهر في المسلم الأصلي، وأما الكافر إذا أسلم فلا يظهر، لأن الإسلام يجب ما قبله، ولو حقوق العباد، وحينئذ فالجواب الأتم، أن تجعل ﴿ مِّن ﴾ بمعنى بدل، أي يغفر لكم بدل عقوبة ذنوبكم، أو ضمن يغفر معنى يخلص، ومن على بابها للتعدية، والتقدير: ليخلصكم من ذنوبكم، ولعل هذا الجواب هو الأقرب. قوله: ﴿ وَيُؤَخِّرَكُمْ ﴾ معطوف على يغفر، والمعنى يدعوكم إلى طاعته لأمرين: غفران ذنوبكم، وتأخير العذاب إلى أجل مسمى، بأن تعيشوا في الدنيا سالمين من الخزي، كالخسف والمسخ، فإذا متم على الإيمان دخلتم الجنة ففزتم بالسعادتين. قوله: ﴿ قَالُوۤاْ ﴾ أي الأمم، جواباً لمقالة الرسل. قوله: ﴿ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا ﴾ أي فلا مزية لكم علينا، فلم اختصصتم بالنبوة دوننا. قوله: ﴿ أَن تَصُدُّونَا ﴾ ﴿ أَن ﴾ مصدرية، وتصدوا منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعل، ونا مفعوله. قوله: (من الأصنام) بيان لما قوله: (حجة ظاهرة) أي غير ما جئتم به. قوله: ﴿ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ ﴾ أي جواباً لمقالتهم. قوله: ﴿ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ ﴾ أي فإننا وإن كنا بشراً مثلكم، إلا أن الله فضلنا عليكم بالنبوة، وأعطانا المعجزات على مراده، فإن آمنتم فهو خير لكم، وإن كفرتم فهو شر لكم، فلا قدرة لنا على إتيان ما تطلبونه، لأننا عبيد مقهورون. قوله: (بأمره) المناسب أن يقول بإرادته. قوله: ﴿ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي يفوضوا أمورهم إليه، ويصبروا على ما أصابهم.