قوله: ﴿ فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ سبب نزولها: أن رسول الله أول أمره، كان يدعو إلى الله مختفياً، ويأمر كل من آمن به بالاختفاء، فلما نزلت هذه الآية، أظهر أمره وبالغ في إظهاره. قوله: (هذا قبل الأمر بالجهاد) أي فتكون الآية منسوخة، وقيل ليست منسوخة بل هي محكمة، والمعنى لا تلتفت لهم ولا تبال بهم. قوله: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ ٱلْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ أي وهم جماعة من قومه، كانوا يسخرون به ويبالغون في إيذائه، وإنما عجلت لهؤلاء العقوبة، لشدة إيذائهم لرسول الله وبغضهم له، وإلا فالمستهزئون كثير، كأبي لهب وزوجته وولده، وأبي جهل. قوله: (وهم الوليد بن المغيرة) أي وقد مر برجل نبال وهو يجر إزاره، فتعلقت قطعة من النبل بإزار الوليد، فمنعه الكبر أن يطاطىء رأسه وينزعها، فجعلت تضرب في ساقه فخدشته، فمرض منها فمات، وقوله: (والعاصي بن وائل) خرج على راحلته يتنزه، فدخل شعباً فدخلت شوكة في أخمص رجله، فانتفخت حتى صارت مثل عنق البعير، فمات مكانه، وقوله: (وعدي بن قيس) الصواب الحرث بن قيس بن الطلاطلة، كما ذكره في الهمزية وشراحها، والخازن وغيره من كتب التفسير، وقد هلك بأن صار القيح يجري من أنفه وعينه وفمه حتى مات، وقوله: (والأسود بن المطلب) رماه جبريل بورقة خضراء، فذهب بصره ووجعت عينه، فجعل يضرب برأسه الجدار حتى هلك، وقوله: (والأسود بن عبد يغوث) أصابه مرض الاستسقاء فمات به، وقيل إن النبي شكا هؤلاء الخمسة لجبريل عليه السلام، فكفاه الله شرهم، وقد أجاد صاحب الهمزية حيث قال في حقهم: كفاه المستهزئين وكم سا   ء نبياً من قومه استهزاءورماهم بدعوة من فناء الـ   ـبيت فيها للظالمين فناءخمسة كلهم اصيبوا بداء   والردى من جنوده الأدواءفدهى الأسود بن المطلب   أي عمى ميت به الأحياءودهى الأسود بن عبد يغوث   أن سقاه كاس الردى استسقاءواصاب الوليد خدشة سهم   قصرت عنها الحية الرقطاءوقضت شوكة على مهجة العا   ص فلله النقعة الشوكاءوعلى الحرث القيوح وقد سا   ل بها رأسه وساء الوعاءخمسة طهرت بقطعهم الأر   ض فكف الأذى بهم شلاءقوله: ﴿ ٱلَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلـٰهاً آخَرَ ﴾ أي يشركون في عبادته غيره. قوله: ﴿ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾ هذا تهديد ووعيد لهم.


الصفحة التالية
Icon