قوله: ﴿ أَلَمْ يَرَوْاْ ﴾ أي ينظروا بأبصارهم. قوله: ﴿ مُسَخَّرَٰتٍ ﴾ هو حال من ﴿ ٱلطَّيْرِ ﴾.
قوله: ﴿ فِي جَوِّ ٱلسَّمَآءِ ﴾ الجو الفضاء الكائن بين السماء والأرض، قال كعب الأحبار: إن الطير يرتفع في الجو مسافة اثني عشر ميلاً، ولا يرتفع فوق ذلك. قوله: (عند قبض أجنحتهن) هذا يفيد أنها في حال الطيران تقبض أجنحتها، مع أنه خلاف المشاهد، فالمناسب أن يقول ما يمسكهن في حال طيرانهن إلا الله، فإن ثقل أجسادها يقتضي سقوطها، ولا علاقة فوقها، ولا شيء تحتها يمسكها. قوله: ﴿ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ بُيُوتاً ﴾ أي وذلك في بعض الناس كالسودان، فإنهم يتخذون خيامهم من الجلود. قوله: (كالخيام) جمع خيمة، والقباب جمع قبة، وهي دون الخيمة. قوله: ﴿ تَسْتَخِفُّونَهَا ﴾ أي يخف عليكم حملها في رحيلكم وإقامتكم، فلا يثقل عليكم حملها في الحالين. قوله: ﴿ وَمِنْ أَصْوَافِهَا ﴾ معطوف على ﴿ مِّن جُلُودِ ٱلأَنْعَامِ ﴾، وقوله: ﴿ أَثَاثاً ﴾ معطوف على ﴿ بُيُوتاً ﴾، ولم يذكر القطن والكتان، لأنهما لم يكونا ببلاد العرب. قوله: (كبسط) بضم الباء والسين وقد تسكن. قوله: ﴿ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً ﴾ أي ما تستظلون به، وذكر في مقام الامتنان، لأن بلاد العرب شديدة الحر، فحاجتهم للظلال، وما يدفع عنهم شدة الحر وقوته أكثر. قوله: (والغمام) أي السحاب. قوله: (جمع كن) أي غطاء، والأكنة الأغطية، ومنه﴿ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً ﴾[الأنعام: ٢٥] قوله: (أي والبرد) أشار بذلك إلى أن فيه حذف الواو مع ما عطفت، ويسمى عند أهل المعاني اكتفاء. قوله: (كالدروع) أي دروع الحديد، قوله: (والجواشن) جمع جوشن وهو الدرع، فالعطف للتفسير. قوله: ﴿ فَإِن تَوَلَّوْاْ ﴾ أي داموا على التولي والاعراض. قوله: (وهذا قبل الأمر بالقتال) مراده أن هذه الآية منسوخة، وفيه أنه لا يظهر إلا قدر جواب الشرط، فلا تقاتلهم مثلاً، وأما لو قدر، فلا عتب عليك ولا مؤاخذة، لأنك لا قدرة لك على خلق الإيمان في قلوبهم، فلا يظهر النسخ، لأنه لا ينافي الأمر بقتالهم.