قوله: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ﴾ تعليل لقوله: ﴿ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوۤاْ ﴾ والمعنى إن لم تؤمنوا به، فقد آمن به من هو خير منك، وفيه تسلية له صلى الله عليه وسلم، أي لا تحزن على إعراضهم وعدم إيمانهم، وتسل بإيمان هؤلاء العلماء. قوله: (وهم مؤمنوا أهل الكتاب) أي كعبدالله بن سلام، وسلمان والنجاشي وأقرانهم. قوله: ﴿ لِلأَذْقَانِ ﴾ اللام بمعنى على، أو على بابها متعلقة بيخرّون، ويكون بمعنى يدلون، وخصت الأذقان بالذكر لأنها أول جزء من الوجه تقرب من الأرض عند السجود، و ﴿ سُجَّداً ﴾ حال، أي ساجدين لله على انجاز وعده الذي وعدهم به في الكتب القديمة، أنه يرسل محمداً صلى الله عليه وسلم، وينزل عليه القرآن. قوله: ﴿ وَيَقُولُونَ ﴾ أي في حال جودهم. قوله: (عن خلف الوعد) أي الذي رأيناه في كتبنا، بإنزال القرآن وإرسال محمد صلى الله عليه وسلم. قوله: (مخففة) أي واسمها ضمير الشأن، وقوله: ﴿ لَمَفْعُولاً ﴾ أي موفى ومنجزاً. قوله: (بزيادة صفة) أي وهي البكاء، ومراده بهذا دفع التكرار، وهو معنى قوله تعالى في سورة المائدة﴿ وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ ﴾[المائدة: ٨٣] الخ. قوله: ﴿ وَيَزِيدُهُمْ ﴾ (القرآن) أي فالضمير يعود على القرآن، ويصح عوده على البكاء.


الصفحة التالية
Icon