قوله: ﴿ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ﴾ خصهما لأنه سيذكر إسماعيل بمزايا تخصه. قوله: (للثلاثة) أي إبراهيم وولديه. قوله: (المال والولد) أي فبسط لهم الدنيا، ووسع لهم الأرزاق، وأكثر لهم الأولاد، فجميع الأنبياء الذين جاؤوا بعده من ذريته. قوله: (في جميع أهل الأديان) أي فكل أهل دين، يترضون عن إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ويذكرونهم بخير إلى يوم القيامة. قوله: ﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مُوسَىٰ ﴾ معطوف على قوله:﴿ وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ ﴾[مريم: ١٦] عطف قصة على قصة. والحاصل: أن الله تعالى ذكر في هذه السورة أسماء عشرة من الأنبياء: زكريا ويحيى وعيسى وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل وموسى وهارون وإدريس. وذكر لكل أوصافاً ومناقب يجب الإيمان بها، تنبيهاً على عظيم شأنهم، وتعليماً للأمة المحمدية ليقتدوا بهم، وكذا يقال في جميع قصص الأنبياء المذكورة في القرآن. قوله: (بكسر اللام وفتحها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله:(من أخلص في عبادته) أي لم يلتفت لغير مولاه، وهذا راجع لقراءة الكسر. قوله: (وخلصه الله) أي صفاه وبقاه، وهو راجع لقراءة الفتح، فيكون لفاً ونشراً مرتباً، فموسى عليه السلام صفاه مولاه، واختاره لخدمته ومحبته، فتسبب عن ذلك إخلاصه في عبادته. قوله: ﴿ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ﴾ أي ثبت واستقر أزلاً في علمنا نبوته ورسالته، وإلا فرسالته في الخارج حين المناداة. قوله: (بقوله يا موسى) أي في سورة القصص في قوله تعالى:﴿ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ﴾[القصص: ٢٩] الآيات. قوله: (اسم جبل) هو معروف بين مدين ومصر. قوله: (يلي يمين موسى) هذا صريح في أن المراد به الطور الذي عند بيت المقدس، لا الطور الذي عند السويس، لأنه على يسار المتوجه من مدين إلى مصر، كما هو مشاهد، والأيمن صفة للجانب، بدليل تبعيته له في الإعراب في قوله تعالى:﴿ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ ﴾[طه: ٨٠] والمعنى أنه سمع النداء في ذلك المكان، بجميع أجزائه من كل جهة. قوله: ﴿ وَقَرَّبْنَاهُ ﴾ أي تقريب شرف ومكانة لا مكان. قوله: (من كل جهة) أي جارحة قوله: (بدل أو عطف بيان) أي و ﴿ أَخَاهُ ﴾ مفعول به، وقوله: ﴿ مِن رَّحْمَتِنَآ ﴾ أي من أجل رحمتنا. قوله: (هي المقصود بالهبة) جواب عما يقال: ما معنى هبته له مع كونه أسن منه، والموهوب يكون متأخراً عن الموهوب له؟ فأجاب: بأن المراد نبياً بعينه ويشد عضده. قوله: (إجابة لسؤاله) تعليل لقوله: ﴿ وَهَبْنَا ﴾ حي قال:﴿ وَٱجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي ﴾[طه: ٢٩].
قوله: (وكان أسن منه) أي بسنة، وقيل بأربع سنين.