قوله: ﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ ﴾ أي بعد ما أرسل حاشرين يجمعون له الجيش، فجمعوا جيوشاً كثيرة، حتى كان مقدمة جيشه سبعمائة ألف، فضلاً عن الجناحين والقلب والساقة. قوله: ﴿ بِجُنُودِهِ ﴾ الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من ﴿ فِرْعَوْنُ ﴾.
قوله: ﴿ فَغَشِيَهُمْ مِّنَ ٱلْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ﴾ أي علاهم وغمرهم من الأمر الهائل ما لم يبلغ كنهه أحد. قوله: ﴿ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ ﴾ إخبار عن حاله قبل الغرق. قوله: (خلاف قوله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) أي إنه مخالف له، فهو تكذيب لفرعون في قوله. قوله: ﴿ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ ﴾ الخ، قدم أولاً نعمة الإنجاء، ثم النعمة الدينية، ثم الدنيوية، فهو ترتيب في غاية الحسن. قوله: (فنؤتي موسى التوراة) جواب عما يقال: إن المواعدة كانت لموسى لا لهم، فكيف أضيفت لهم؟ وأجيب أيضاً: بأنه أمر موسى أن يختار منهم سبعين رجلاً، فأضيفت المواعدة لهم بهذا الاعتبار. قوله: (هما الترنجين) هو شيء حلو أبيض مثل الثلج، كان ينزل عليهم في التيه من الفجر إلى طلوع الشمس، لكل إنسان صاع. قوله: (والطير السماني) أي فكان ريح الجنوب يأتيهم به، فيذبح الرجل منهم ما يكفيه، وشربهم من العيون التي تخرج من الحجر. قوله: (والمنادى من وجد من اليهود) الخ، هذا أحد قولين، وقيل المخاطب من كان في عهد موسى. قوله: (توطئة) أي تمهيداً. قوله: ﴿ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ أي لذائذه وحلالاته. قوله: (بأن تكفروا النعمة) أي بعدم شكرها وبطركم لها. قوله: (بكسر الحاء) الخ، أي ففي كل قراءتان سبعيتان. قوله: (سقط في النار) أي على سبيل الخلود. قوله: (يصدق بالفرض والنفل) أي العمل الصالح يشمل كلاً منهما. قوله: (باستمراره على ما ذكر إلى موته) أي بأن يدوم على التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، وهو جواب عما يقال: ما فائدة ذكر الاهتداء آخراً، مع أنه داخل في عموم قوله: ﴿ وَآمَنَ ﴾ فأفاد المفسر أن النجاة التامة والمغفرة الشاملة، لمن حصلت منه التوبة والإيمان والأعمال الصالحة، ثم استمر عليها إلى أن لقي مولاه.


الصفحة التالية
Icon