قوله: ﴿ فَرَجَعَ مُوسَىٰ ﴾ أي بعد أن تمم الأربعين وأخذ التوراة، روي أنه لما رجع موسى، سمع الصياح والضجيج، وكانوا يرقصون حول العجل، فقال للسبعين الذين كانوا معه: هذا صوت الفتنة. قوله: (أنه يعطيكم التوراة) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول ثان لقوله: ﴿ يَعِدْكُمْ ﴾ والأول الكاف. قوله: ﴿ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾ المعنى إن كان الحامل لكم على عبادة العجل والمخالفة طول العهد، فإنه لم يطل، وإن كان الحامل لكم على ذلك غضب الله عليكم، فلا يليق من العاقل التعرض لغضب الله عليه. قوله: (وتركتم المجيء بعدي) أي لأنه وعدهم أن يتبعوه على أثر للميقات، فخالفوا واشتغلوا بعبادة العجل. قوله: ﴿ مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا ﴾ أي لأنا لو خلينا وأنفسنا ما أخلفنا، ولكن السامري سول لنا وغلب على عقولنا فأطعناه. قوله: (مثلث الميم) أي وكلها قراءات سبعيات. قوله: (وبضمها وكسر الميم) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (استعارها منهم بنو إسرائيل) أي قبل مسخ أموالهم. قوله: (بعلة عرس) أي إن بني إسرائيل أظهروا أن العلة في استعارتها هو العرس، وفي الواقع ليس كذلك. قوله: (بأمر السامري) أي فقال لهم: تأخر عنكم لما معكم من الأوزار، فالرأي أن تحفروا لها حفيرة، وتوقدوا فيها ناراً، وتقذفوها فيها لتخلصوا من ذنبها. قوله: ﴿ فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً ﴾ هذا من كلامه تعالى حكاية عن فتنة السامري، فهو معطوف على قوله (وأضلهم السامري). قوله: ﴿ جَسَداً ﴾ حال من العجل، ولا يقال جسد إلا للحيوان، ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران، والدم إذا يبس. قوله: (وأتباعه) أي الذين ظلوا وصاروا يساعدونه على من توقف من بني إسرائيل. قوله: ﴿ أَفَلاَ يَرَوْنَ ﴾ الاستفهام للتوبيخ والتقريع. قوله: ﴿ أَنْ ﴾ (مخففة من الثقيلة) أي فقوله: ﴿ لاَّ يَرْجِعُ ﴾ بالرفع في قراءة العامة. قوله: ﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ ﴾ الخ، أي فنصحهم هارون قبل رجوع موسى. قوله: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ ﴾ إنما ذكر هذا الاسم، تنبيهاً على أنهم متى تابوا قبل الله توبتهم، لأنه هو الرحمن.