قوله: ﴿ مِّن قَرْيَةٍ ﴾ ﴿ مِّن ﴾ زائدة في الفاعل. قوله: (لا) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: ﴿ وَمَآ أَرْسَلْنَا ﴾ رد لقولهم﴿ هَلْ هَـٰذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ﴾[الأنبياء: ٣].
قوله: ﴿ نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ ﴾ أي يأتيهم الوحي بالشرائع والأحكام، والمعنى ما أرسلنا إلى الأمم قبل إرسالك لأمتك، إلا رجالاً من أفراد جنسك متأهلين للإرسال. قوله: (وفي قراءة) أي وهي سبعية أيضاً. قوله: ﴿ فَاسْئَلُوۤاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ ﴾ أي المطلعين على أحوال الرسل الماضية، فإنهم يخبرونكم بحقيقة الحال. قوله: (العلماء بالتوراة والإنجيل) إنما أحالهم عليهم، لأنهم كانوا يرسلون للمشركين، أن ابقوا على ما أنتم عليه من التكذيب ونحن معكم، فهم مشتركون في العداوة لرسول الله وأصحابه، فلا يكذبونهم فيما هم فيه. قوله: (من تصديق المؤمنين) المصدر مضاف لمفعوله، والفاعل محذوف، أي أقرب من تصديقكم المؤمنين. والمعنى إذا أخبركم المؤمنون بحال محمد، وحال الرسل المتقدمين، وأخبركم أهل الكتاب بذلك، صدقتم أهل الكتاب دون المؤمنين، لألفتكم أهل الكتاب وعداوتكم للمؤمنين. قوله: ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ ﴾ رد لقولهم﴿ مَالِ هَـٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ ﴾[الفرقان: ٧] والمعنى لم نجعلهم ملائكة، بل جعلناهم بشراً يأكلون الطعام. قوله: ﴿ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ ﴾ أي ماكثين على سبيل الخلود في الدنيا، بل يموتون كغيرهم. قوله: ﴿ صَدَقْنَاهُمُ ٱلْوَعْدَ ﴾ أي بإهلاك أعدائهم. قوله: (بإنجائهم) محمول على الرسل الذين أمروا بالجهاد، فلا يرد من قتل من الرسل، فإنهم لم يؤمروا بالجهاد. قوله: ﴿ وَمَن نَّشَآءُ ﴾ أي المؤمنين الذين اتبعوهم. وقد وقع ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كبراء أصحابه الذين حضروا مغازيه، لم يموتوا في حروبه، بل بقوا بعده ومهدوا دينه.