قوله: ﴿ لِّيَذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ ﴾ معناه أمرناهم عند ذبائحهم بذكر الله. قوله: ﴿ مِّن بَهِيمَةِ ٱلأَنْعَامِ ﴾ أي عند ذبحها ونحرها. قوله: (انقادوا) أي خضعوا وفوضوا أمورهم إليه ورضوا بأحكامه. قوله: (المتواظعين) هذا أصل معناه، لأن الإخبات نزول الخبت، وهو المكان المنخفض. قوله: ﴿ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ ﴾ أي بأنهم سمعوا الذكر من غيرهم، أو ذكروا بأنفسهم. قوله: (من البلايا) أي المحن بأن لا يجزعوا عند نزولها بهم. قوله: (يتصدقون) أي صدقة التطوع، ويعلم منه أنهم يخرجون الزكاة الواجبة بالأولى. قوله: (وهي الإبل) أي فالبدن عند الشافعي خاصة بالإبل، وقال أبو حنيفة: البدن الإبل والبقر، وعلى كل حال، فالبقر من شعائر الله أيضاً. قوله: ﴿ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ﴾ الجملة إما حالية أو مستأنفة. قوله: ﴿ فَٱذْكُرُواْ ٱسْمَ ٱللَّهِ عَلَيْهَا ﴾ أي بأن تقولوا عند ذبحها: بسم الله والله أكبر، اللهم إن هذا منك وإليك. قوله: (قائمة) المناسب أن يقول قائمات. قوله: ﴿ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ﴾ كناية عن الموت وجمع الجنوب، مع أن البعير إذا سقط عن النحر، إنما يسقط على أحد جنبيه، لأن ذلك الجمع في مقابلة جمع البدن. قوله: (سقطت إلى الأرض) أي فالوجوب السقوط، يقال وجبت الشمس أي سقطت. قوله: ﴿ فَكُلُواْ مِنْهَا ﴾ أي إن كانت مستحية باتفاق، وكذا إن كانت واجبة عند مالك، إلا في جزاء الصيد وفدية الأذى والنذر إذا قصد به المساكين، ولا يأكل من الواجبة عند الشافعي. قوله: ﴿ وَأَطْعِمُواْ ٱلْقَانِعَ ﴾ أي المستغني بما أعطيه، المتعفف عما في أيدي الناس، الذي لا التفات له إليهم، الذي قال الله في حق من اتصف بصفته﴿ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً ﴾[البقرة: ٢٧٣] وقال الإمام الشافعي رضي الله عنه: أمتُّ مطامعي فأرحت نفسي   فإن النفس ما طمعت تهونوأحييت القنوع وكان ميتاً   ففي إحيائه عرضي مصونإذا طمعٌ يحل بقلب شخص   علته مهانة وعلاه هونقوله: (أي في مثل التسخير) أي المفهوم من قوله صواف. قوله: (وإلا لم تطق) أي وإلا تسخرها لم يقدر على نحرها وركوبها. قوله: ﴿ لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا ﴾ رد لما كانت عليه المشركون من تشريح اللحم، وجعله حول الكعبة، وتضميخها بالدم، تقريباً إلى الله تعالى. قوله: (أي لا يرفعان إليه) أي وإنما يرفع إليه العمل الصالح ومنه التصدق. قوله: ﴿ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ﴾ أي بأن تقولوا: الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا. قوله: ﴿ وَبَشِّرِ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ أي برضا الله والدرجات الرفيعة. قوله: ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ ﴾ مناسبة هذه الآية لما قبلها، أن الله تعالى لما ذكر جملة من أفعال الحج والترغيب فيه، وذكر أن الكفار يصدون الناس عن المسجد الحرام، كأن قائلاً يقول: بأي شيء تتمكن الناس من الحج والهدايا مع وجود المانع، فأنزل الله هذه الآية بشارة للمؤمنين، وأنهم يتمكنون من المسجد الحرام، ويدفع عنهم أعداءهم، وهذه الآية وإن كان سبب نزولها ما ذكر، إلا أن العبرة بعموم اللفظ، ولذا حذف المعمول ليؤذن بالعموم، فالمؤمنون مآلهم للعز والنصر والفوز الأكبر، وإن امتحنوا ببلاء أو غيره، فذلك لتكفير سيئاتهم ورفع درجاتهم، فهم بخير على حال. قوله: (غوائل المشركين) قدره إشارة إلى أن المفعول محذوف لدلالة المقام عليه، والغوائل جمع غائلة، وهي ما يصيب الإنسان من المكروه. قوله: (في أمانته) مفرد مضاف أي أماناته، وهي الأوامر والنواهي. قوله: (وهم المشركون) أي لأنهم خائنون كافرون في كل وقت، وأما العصاة من المؤمنين فليسوا كذلك، وهذا وعيد للكفار إثر وعيد المؤمنين، لأن شأن الخائن يجازى على خيانته بالخزي والعقاب.


الصفحة التالية
Icon