قوله: ﴿ وَلاَ يَأْتَلِ ﴾ ﴿ لاَ ﴾ ناهية، والفعل مجزوم بحذف الياء. قوله: (أي أصحاب الغنى) في تفسير الفضل بالغنى نوع تكرار مع قوله: ﴿ وَٱلسَّعَةِ ﴾ وحينئذ فالمناسب تفسير ﴿ ٱلْفَضْلِ ﴾ بالعلم والدين والإحسان، وكفى به دليلاً على فضل الصديق. قوله: ﴿ أَن ﴾ (لا) ﴿ يُؤْتُوۤاْ ﴾ أشار المفسر إلى الكلام على تقدير (لا) النافية. قوله: ﴿ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ ﴾ أي القرابة، وقوله: ﴿ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ ﴾ معطوف على ﴿ أُوْلِي ﴾ فهذه الأوصاف الثلاثة لموصوف واحد وهو مسطح قوله: (حلف أن لا ينفق على مسطح) أي فبعد ذلك تاب وجاء إلى أبي بكر واعتذر وقال: إنما كنت أغشى مجلس حسان واسمع منه ولا أقول، فقال له أبو بكر: لقد ضحكت وشاركت فيما قيل، وكفر عن يمينه. لطيفة: وقع لابن المقري، أنه وقع منه هفوة، فقطع والده ما كان يجريه له من النفقة، فكتب الولد لأبيه: لا تقطعن عادة بر ولا تجعل عقاب المرء في رزقهفإن أمر الإفك من مسطح يحط قدر النجم من أفقهوقد جرى منه الذي قد جرى وعوتب الصديق في حقهفكتب اليه والده: قد يمنع المضطر من ميتة إذا عصى بالسير في طرقهلأنه يقوى على توبة توجب إيصالاً إلى رزقهلو لم يتب مسطح من ذنبه ما عوتب الصديق في حقهانتهى. قوله: (لما خاض في الأفك) ظرف لقوله: (حلف). قوله: ﴿ وَلْيَعْفُواْ ﴾ أي أولو الفضل قوله: ﴿ وَلْيَصْفَحُوۤاْ ﴾ أي ليعرضوا عن لومهم. قوله: (ورجع إلى مسطح ما كان ينفقه عليه) أي وحلف أن لا ينزع نفقته منه أبداً، ومسطح هو ابن اثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف، وقيل اسمه عوف، ومسطح لقبه. قوله: ﴿ ٱلْغَافِلاَتِ ﴾ (عن الفواحش) أي لسلامة صدورهن، ونقاء قلوبهن، واستغراقهن في مشاهدة الله تعالى. قوله: ﴿ لُعِنُواْ فِي ٱلدُّنْيَا ﴾ أي بعدوا فيها عن الثناء الحسن على ألسنة المؤمنين، وقوله: ﴿ وَٱلآخِرَةِ ﴾ أي بالعذاب إن لم يتوبوا. قوله: (ناصبة الاستقرار) الخ أي والتقدير وعذاب عظيم كائن لهم يوم تشهد. قوله: (بالفوقانية والتحتانية) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ ﴾ معمول ليوفيهم أو ليعلمون. قوله: (جزاءهم الواجب عليهم) أشار بذلك إلى أن المراد بالدين الجزاء لما في الحديث:" كما تدين تدان ". قوله: ﴿ هُوَ ٱلْحَقُّ ﴾ أي الثابت الذي لا يقبل الزوال أزلاً ولا أبداً. قوله: (ومنهم عبد الله بن أبيّ) يأتي بهذا ليصح قوله: (كانوا يشكون فيه) فالشك من بعضهم، وأما حسان ومسطح وحمنة فهم مؤمنون لا يترددون في الجزاء. قوله: (أزواج النبي) أي لأن من قذف واحدة منهن فقد قذف الجميع، لاشتراكهن في العفة والصيانة والنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (لم يذكر في قذفهن توبة) أي مثل ما ذكر فيما تقدم في قوله:﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ ﴾[النور: ٥].
قوله: (ومن ذكر) مبتدأ و(غيرهن) خبره، وهذا من باب التهويل والتعظيم لأمر الإفك، وإلا فهو كغيره من سائر المعاصي التي تمحى بالتوبة، وأما بعد نزول الآيات، فقد صار قذف عائشة رضي الله عنها بصفوان كفراً، لمصادمة القرآن العظيم، فاعتقاد براءتها شرط في صحة الإيمان.