قوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ الخطاب لكل عاقل، وهو توبيخ للكفار، كأن الله يقول لهم: إن تسبيحي ليس قاصراً عليكم، بل جميع من في السماوات والأرض يسجونني. قوله: (ومن التسبيح صلاة) ذكر ذلك توطئة لقوله: ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ﴾، فالصلاة مندرجة في عموم التسبيح. قوله: ﴿ وَٱلطَّيْرُ ﴾ بالفرع عطف على ﴿ مَن ﴾ والنصب على المعية، و ﴿ صَآفَّاتٍ ﴾ بالنصب على الحال على كل من القراءتين، وقرئ شذوذاً برفعهما على الابتداء والخبر، ومفعول ﴿ صَآفَّاتٍ ﴾ محذوف أي أجنحتها. قوله: (بين السماء والأرض) أشار بهذا إلى أن العطف مغاير، لأنه في حالة الطيران يكون بين السماء والأرض. قوله: ﴿ قَدْ عَلِمَ ﴾ (الله) ﴿ صَلاَتَهُ ﴾ الخ، أشار بذلك إلى أن الضمير في علم على الله، ويصح عوده على كل، أي علم كل صلاة نفسه وتسبيحها. قوله: (فيه تغليب العاقل) أي حيث عبر بالفعل. قوله: (خزائن المطر والرزق) راجع للسماء، وقوله: (والنبات) راجع للأرض، وفي كلام المفسر إشارة إلى أن الكلام على حذف مضاف، والأصل ولله ملك خزائن السماوات والأرض، والأصح إبقاء الآية على ظاهرها كما سلكه غيره، وعلى كل فهو من أدلة تنزيه المخلوقات له. قوله: ﴿ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ ﴾ أي مرجع الخلائق كلها إلى الله، فيجازى كل أحد بعمله.


الصفحة التالية
Icon