قوله تعالى: ﴿ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ ﴾ [٦]٣٧٧- أنا سوارُ بن عبد الله بن سوارٍ، نا خالد بن الحارثِ، نا عبد الملكِ بن أبي سُليمان، حدثني سعيد بن جُبيرٍ، قال:" أتيتُ ابن عُمر فقلتُ: يا أبا عبد الرحمن، المتلاعِنين يُفرَّقُ بينهما؟ فقال: سُبحان اللهِ، إن أول من سأل عن ذلك فُلانٌ، فقال يا رسول الله الرجلُ يرى امرأتهُ على الفاحشةِ فإن تكلَّم تكلَّم بأمرٍ عظيمٍ، وإن سكت سكت عن أمرٍ عظيمٍ. فسكت عنهُ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فجاءهُ بعد ذلك، فقال يا رسول الله الأمرُ الذي سألتك عنه ابتليتُ به قال: فإنَّ الله قال: / ﴿ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ.. ﴾ حتى قرأ الآياتِ كُلَّهَا، فذكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأخبره أن عذاب الدُّنيا أهونُ من عذاب الآخرةِ، فقال: والذي بعثكَ بالحقِّ إنهُ للحقُّ، ثم دعا المرأة فذكرها الله، وأخبرها أن عذاب الدُّنيا أهونُ من عذاب الآخرةِ، فقالت: والذي بعثكَ بالحقِّ ما كان هذا. فقال للرجلِ: " تشهدُ أربع شهاداتٍ باللهِ إنهُ لَمِنَ الصَّادقين، والخامسةُ أن لعنةَّ اللهِ عليه إن كان من الكاذبين " ثُم شَهِدَتِ المرأةُ أربع شهاداتٍ بالله إنهُ لَمِنَ الكاذبين والخامسةَ أن غضبَ اللهِ عليها إن كان من الصادقينَ، ثُم فرقَّ بينهما ". ٣٧٨- أنا إسحاقُ بن إبراهيم، أنا جريرٌ، عن عبد الملكِ بن أبي سُليمان، عن سعيد بن جُبيرٍ قال: سألنا ابن عُمر:" أيُفرَّقُ بين المتلاعنينِ، قال: سبحانَ اللهِ، نعم، أتى رجلٌ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت أحدنا يرى امرأتهُ على فاحشةٍ كيف يصنعُ؟ فسكتَ عنه فلم يجبهُ، ثم أتاهُ فقال: إنِّي قد ابتليتُ به يا رسول اللهِ، فأنزل اللهُ هذه الآياتِ من سورة النُّورِ، ودعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَ، فشهِدَ أربعَ شهاداتٍ بالله إنهُ لمنَ الصادقين والخامسةُ أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين، ثم ثَنَّي بالمرأةِ فشهدتْ أربع شهاداتٍ بالله إنه لمنَ الكاذبين والخامسةَ أن غضبَ الله عليها إن كان من الصادقين، ثُم فرَّقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بينهما ".