﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَٰمُوسَىٰ ﴾ يعدد عليكم ما صدر منهم من سوء الاقتراح وفي ندائهم كليم الله باسمه دليل على سوء أدبهم معه وقد تكرر ذلك منهم في ندائه.﴿ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ﴾ أي لن نصدقك فيما جئت به من التوراة وكانوا مؤمنين به ولذلك قالوا لك:﴿ حَتَّىٰ نَرَى ٱللَّهَ جَهْرَةً ﴾ أي ينتفي إيمانهم إلى هذه الغاية فإِذا رأوا آمنوا له والرؤية بصرية وأكدت بجهرة مبالغة في الأبصار وانتصب على أنه مصدر نوع من الرؤية قيل: أو على أنه في موضع الحال أي ذو جهرة أو جاهرين بالرؤية وقرىء - بفتح الهاء - مصدراً كالغلبة أو جمع جاهر.﴿ فَأَخَذَتْكُمُ ٱلصَّٰعِقَةُ ﴾ أمر حدث عنه الموت.﴿ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ ما حلّ بكم.﴿ ثُمَّ بَعَثْنَٰكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ ﴾ الظاهر أنهم ماتوا أو عبر بالموت عن الغشي وبالبعث عن الافاقة.﴿ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ نعمته ببعثكم بعد الموت.﴿ وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ ﴾ أي سترناكم من حر الشمس بالسحاب والغمام، مفعول على إسقاط الباء أي بالغمام، أو مفعول به أي جعلناه عليكم ظلة.﴿ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ ﴾ وهو صمغة حلوة تسقط على الشجر.﴿ وَٱلسَّلْوَىٰ ﴾ وهو طائر وهو السماني قيل أو شبهه.﴿ كُلُواْ ﴾ أمر إباحة، أي وقلنا كلوا.﴿ مِن طَيِّبَاتِ ﴾ أي مستلذات إذ لا أشرف في المأكول من اللحم والحلو.﴿ وَمَا ظَلَمُونَا ﴾ نفي أن يقع منهم ظلم لله تعالى وفيه دليل على أنه ليس من شرط النفي إمكان وقوعه وكانت صدرت منهم قبائح كثيرة. فالمعنى لم يصل إلينا من ذلك ضرر بل وبال ذلك يختص بأنفسهم ولما كان قد وقع منهم ظلم ونفي أن يصل إلى الله تعالى تشوقت النفس إلى ذكر من وقع به الظلم فاستدرك أن ذلك الظلم الحاصل منهم إنما كان واقعاً وباله بهم. و ﴿ يَظْلِمُونَ ﴾ مضارع ماض من حيث المعنى.