﴿ وَإِذْ قُلْنَا ٱدْخُلُواْ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةَ ﴾ هي بيت المقدس ويقال: قرية بكسر القاف لغة يمانية.﴿ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ ﴾ إباحة في أي مكان شاؤا وتأخر﴿ رَغَداً ﴾ وإن كان تقدم في قصة آدم لمناسبة الفاصلة بعده في قوله: سجداً، وتقدم هناك إذ لاصق الأكل. وهذا الباب الآن يسمى باب حطة أمروا بالدخول من الباب واضعي جباههم بالأرض.(وقال) الزمخشري: امروا بالسجود عند الانتهاء إلى الباب شكراً لله تعالى وتواضعاً. انتهى. ولم يؤمروا بالسجود بل هو قيد في وقوع المأمور به وهو الدخول والأحول نسب تقييديه والأوامر نِسَبْ إسنادية فتناقضتا وذكرت هيئات في الدخول وفي الصحيح دخلوا الباب يزحفون على استاههم.﴿ وَقُولُواْ حِطَّةٌ ﴾ أي مسألتنا حطة وهو مصدر، كنشدة أو هيئة كقعدة. وقرىء بالنصب لقوله: صبر جميل، أو صبراً جميلاً، لما سألوا حط ذنوبهم رئب على ذلك غفران الخطيئة.(وقال الزمخشري): فإِن قلت هل يجوز أن ينصب حطة في قراءة من نصبها بقولوا على معنى قولوا هذه الكلمة؟ قلت: لا يبعد. انتهى. وما جوزه ليس بجائز لأن القول لا يعمل في المفردات إلا إن كان المفرد مصدراً أو صفة له أو معبراً به عن جملة نحو قلت شعراً أو خطبة ليس واحداً من هذه ويكون على قوله من الاسناد اللفظي فلا يترتب على قوله إلا مجرد الامتثال بالنطق باللفظ فلا فرق بينه وبين اللفظ الغفل. ويبعد أن يترتب الغفران للخطايا على النطق بمجرد لفظ لم يدل على معنى كلام. وقرىء " يغفر " بالياء والتاء مبنياً للمفعول وبهما مبنياً للفاعل ونغفر بالنون. وقرىء ﴿ خَطَٰيَٰكُمْ ﴾ وخطيئتكم وخطيّاتكم بهمز الألف الأولى دون الثانية وخطاياكم بهمز الثانية دون الأولى وتقدم الأمر بالدخول والأكل ودخول الباب. وقول حطة والجواب مترتب على دخول الباب بقيد السجود وقول حطة لقوة المناسبة والمجاورة. ويدل على ذلك قصة الاعراف وادغم قوم راء نغفر في اللام وسنزيد وفي الاعراف سنزيد، والذي فيها مختصر من هذه الا ترى إلى سقوط الواو من سنزيد وحذف رغداً فأرسلنا عليهم بالضمير.﴿ وَسَنَزِيدُ ٱلْمُحْسِنِينَ ﴾ أي على غفران الخطايا ثواباً ودرجات من أحسن منهم.﴿ فَبَدَّلَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ انقسموا إلى ظالم وغير ظالم فإِن كانوا كلهم ظالمين كان من وضع الظاهر موضع الضمير أي فبدلوا ونبه على علة التبديل وهو الظلم والمبدل به محذوف تقديره فبدّل الذين ظلموا بقولهم حطة.﴿ قَوْلاً غَيْرَ ٱلَّذِي قِيلَ لَهُمْ ﴾ ولما حذف ناسب إضافة غير إلى الاسم الظاهر ولو لم يحذف لكان التركيب بقولهم حطة قولاً غيره وابهم الذي قالوه وفي الصحيح هو مفسر قالوا حبة في شعرة أمروا بأن يسألوا حط ذنوبهم فقالوا ذلك استهزاء وعدم مبالاة فاستحقوا النكال.﴿ فَأَنزَلْنَا عَلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ ﴾ اشعار بعلية نزول الرجز وهو العذاب ولم يعين في القرآن نوعه. وقرىء " رُجزاً " بضم الراء.﴿ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ ﴾ إشارة إلى الجهة التي نزل منها العذاب. وقرىء " يفسقون " بضم السين وكسرها.


الصفحة التالية
Icon