﴿ قِيلَ يٰنُوحُ ٱهْبِطْ بِسَلاَمٍ ﴾ الآية، القائل هو الله تعالى لقوله: ﴿ مِّنَّا ﴾.
وسنمتعهم أمر عند نزوله بالهبوط من السفينة أو من الجبل مع أصحابه للانتشار في الأرض. والباء للحال أي مصحوباً بسلامة وأمن.﴿ وَبَركَاتٍ ﴾ وهي الخيرات النامية في كل الجهات. والظاهر أن من لابتداء الغاية أي ناشئة من الذين معك وهم الأمم المؤمنون إلى آخر الدهر. ويجوز أن يكون وأمم مبتدأ محذوف الصفة وهي المسوغة لجواز الابتداء بالنكرة. والتقدير وأمم منهم، أي ممن معك، أي ناشئة معك. ويجوز أن يكون مبتدأ ولا تقدّر صفة والخبر سنمتعهم في التقديرين ومسوغ الابتداء كون المكان مكان تفصيل، ويدل على ان الممتعين تقع منهم معاصي فلذلك قال: ثم يمسهم منا عذاب أليم.﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ ﴾ تلك: الإشارة إلى قصة نوح. وتلك: إشارة للبعيد لأن بين هذه القصة والرسول عليه السلام مُدَداً لا تحصى. ومن أنباء الغيب من: للتبعيض، وهو الذي تقادم عهده ولم يبق علمه إلا عند الله تعالى. و ﴿ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ ﴾ لتكون لك هداية وأسوة فيما لقيه غيرك من الأنبياء ولم يكن علمها عندك ولا عند قومك، وأعلمناهم بها لتكون لهم مثالاً وتحذيراً ان يجيئهم ويصيبهم إذا كذبوك ما أصاب أولئك ولِلَحْظِ هذا المعنى ظهرت فصاحة. قوله: فاصبر، أي فاصبر على أذاهم مجتهداً في التبليغ عن الله تعالى فالعاقبة لك كما كانت لنوح عليه السلام في هذه القصة. ومعنى ما كنت تعلمها أي مفصلة كما سردناها عليك وعلم الطوفان كان معلوماً عند العالم على سبيل الإِجمال. والجملة من قوله: ما كنت تعلمها في موضع الحال من مفعول نوحيها أو من مجرور إليك.﴿ وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً ﴾ الآية، وإلى عاد معطوف على قوله: أرسلنا نوحاً، عطفت الواو المجرور على المجرور والمنصوب على المنصوب.﴿ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ﴾ قال الحسن: في جعلهم الإِلهية لغير الله تعالى.