﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ هم كفار العرب وبعض اليهود اقترحوا ذلك.﴿ لَوْلاَ ﴾ بمعنى هلا.﴿ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ ﴾ كما كلم موسى عليه السلام.﴿ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ ﴾ أي مقترحة لهم.﴿ مِن قَبْلِهِمْ ﴾ وهم أسلافهم.﴿ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾ في القسوة والتعنت والاقتراح. وقرىء: تشابهت بشد الشين وتخريجها مشكل.﴿ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ ﴾ أي أوضحناها. فاقتراح آية مع تقدم الآيات تعنت.﴿ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ أي لمن ليس في شك ولا ارتياب ولا تغافل ولا جهل.﴿ بَشِيراً ﴾ لمن آمن.﴿ وَنَذِيراً ﴾ لمن كفروا وفي ذلك تسلية له عليه السلام وبالحق أي مصحوباً بالحق لا يفارقك وهما صفتا مبالغة فبشيراً من بشر مخففاً، ونذيراً من أنذر ومحسنه العطف فيما لا ينقاس على ما ينقاس.﴿ وَلاَ تُسْأَلُ ﴾ عن الكفار ما لهم لا يؤمنون. لأن هذا إليه تعالى. وقرىء: لا تسأل خبراً محضاً منفياً مستأنفاً سلى عليه السلام بذلك ويبعد فيه الحال. روي أن اليهود والنصارى طلبوا منه عليه السلام الهدنة ووعدوه أن يتبعوه بعد مدة خداعاً منهم وترجئة من وقت إلى وقت فأطلعه الله على سرهم، فنزلت:﴿ وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ ﴾ علق رضاهم بغاية يستحيل صدورها منه عليه السلام والمعلق على المستحيل مستحيل.﴿ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ ﴾ أتى به مضافاً إلى الله ومؤكداً بهود ومحصوراً بألْ ثم ذكر ان ما هم عليه إهواء وضلالات. واللام في:﴿ وَلَئِنِ ﴾ تسمى الموطئة والمؤذنة بقسم مقدر قبلها ولذلك جاء الجواب:﴿ مَا لَكَ ﴾ وكان فعل الشرط ماضياً في اللفظ لأن جوابه محذوف يدل عليه جواب القسم وجمع الاهواء دلالة على كثرة الاختلاف فأضيفت إليهم لأنها بدعهم.﴿ بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ﴾ وهو الدين والشرع الذي جاء به. وجعله علماً لأنه معلوم بالبراهين الصحيحة.﴿ مَا لَكَ ﴾ جواب القسم المحذوف المقدر قبل لام التوطئة.