﴿ فَأَزَلَّهُمَا ﴾ أصدر زلتهما أي: بَعّدَهُما ﴿ ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا ﴾ عن الشجرة أو الجنة، بقوله:﴿ هَلْ أَدُلُّكَ ﴾[طه: ١٢٠] مقالاً أو وسوسة، قيل: إن الحَيَّة جَعَلَتْهُ بين نابين من أنيابها فأدخلته بعدما طُرِدَ مِنْهَا فَكَلَّمَهُمَا من فيها، ولذا أُمِرْنَا بقتلها مطلقاً. ﴿ فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ ﴾ انزلوا إلى الأرض، حاطبهما مع الأولاد، أو مع الشيطان ﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾ مُعتادين، أي: بين أولادِهما، أو بينَهُم وبَين َ الشيطان ﴿ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ ﴾ موضع قرار ﴿ وَمَتَٰعٌ ﴾ تَمَتُّعٌ ﴿ إِلَىٰ حِينٍ ﴾ إلى حين الموت أو القيامَة، ولا يعتقد أن آدم اتبع إبليس فيه بل أخطأ في التأويل بعد وسوسته كَحَمْل النهي على التنزيه أو اللام على العهد لا للجنس، ويمكن كونه قبل نُبُوَّته على أنه فعل ناسياً واعلم أنه خلق للأرض، ولو لم يعص لخرج على غير تلك الحالة ﴿ فَتَلَقَّىٰ ﴾ تَلَقَّنَ ﴿ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ ﴾ هي:﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا ﴾[الأعراف: ٢٣] فَدَعَا بها ﴿ فَتَابَ ﴾ رجع ﴿ عَلَيْهِ ﴾ بالرحمة ﴿ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ﴾ كثير قبول التوبة أو الرجَّاع على عباده بالرحمة، وأصل التوبة الرجوع، وهي في العبد الرجوع عن المعصية وفيه -تعالى- الرجوع عن العقوبة إلى المغفرة ﴿ ٱلرَّحِيمُ ﴾ المبالغ في الرحمة.