﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ ﴾: عن قتال مشركي مكة حين التمسوا قتالهم وكانوا ضعفاء.
﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ ﴾: بالمدينة وهم أقوياء.
﴿ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ ﴾: الكفار.
﴿ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ ﴾: أي: مثل خشيتهم لله.
﴿ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ﴾: أي خشية أشَدَّ من خشيته ﴿ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ ﴾: هلَّا.
﴿ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ﴾: أي: الموت.
﴿ قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ ﴾: من كلِّ الوجوه ﴿ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً ﴾: كما مرَّ.
﴿ أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ ﴾: حُصُونِ.
﴿ مُّشَيَّدَةٍ ﴾: مرفعة أو مبنية - بالشيد أي: الجَصّ -مُحْكمة لأدرككم الموت، فلم يقولُ المنافقون في قتلى أحد:﴿ لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ ﴾[ال عمران: ١٥٦] إلى آخره ﴿ وَإِن تُصِبْهُمْ ﴾: المنافقين.
﴿ حَسَنَةٌ ﴾: نعمة.
﴿ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ﴾: بلاء.
﴿ يَقُولُواْ هَـٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ﴾: يا محمد تشاؤما بك.
﴿ قُلْ كُلٌّ ﴾: من الحسنة والسيئة ﴿ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ ﴾: بإرادته وإيجاده.
﴿ فَمَالِ هَـٰؤُلاۤءِ ٱلْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ﴾: كالبهائم، وهو القرآن، فإنهم لو تدبروا فيه لعلموا أنَّ الكل من الله.
﴿ مَّآ أَصَابَكَ ﴾: يا إنسان.
﴿ مِنْ حَسَنَةٍ ﴾: نعمة.
﴿ فَمِنَ ٱللَّهِ ﴾: تفضُّلاً، فإن جميع طاعتك لا تكافئ نعمة الوجود، قيل وإنما قال من الله، وفي الأول من عند الله لأنه أعم من مرضية وغير مرضية، وهذا في مرضية فقط.
﴿ وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ ﴾: بلية.
﴿ فَمِن ﴾: شُؤْم ذنب نفسك يوصله الله تعالى إليك بسببه مجازا، فحاصله: إن نظرت إلى الفاعل الحقيقي فالكل منه، وإن نظرت إلى الأسباب فما هي إلا شؤْم.
﴿ نَّفْسِكَ ﴾: لا من مُحمَّدٍ، واعلم أنها نزلت في قوم لينالوا غنى، ثمَّ لمَّا نالهم مكروهٌ تطيروا بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ولما نالهم محبوب نسبوه إلى الله تعالى، فذلك الحسنة والسيئة وليس بمعنى الطاعة والمعصية، ولذا لم يقل: ما عَمِلْتَ وما فسرت به الآية، يظهر بطلان مذهب الجبرية المتعلقين بالآية الأولى، والقدرية المتعلقين بالثانية، وشبه التناقض بينهما، وشبه من يقول: الآية لا تدفع مقالتهم، فإنهم جعلوه -صل الله عليه وسلم- واسطة للشر لا مبدأً، والآية تثبت أنه عالى مبدأ للكل، إذ الآية تثبت أنه تعالى مبدأ للكل، إذ الآية الثانية تردهم، وقد بان أن لا حجة فيه للسنية، ولا للجبرية ولا للقدرية.
﴿ وَأَرْسَلْنَاكَ ﴾: يا محمد.
﴿ لِلنَّاسِ ﴾: كلهم.
﴿ رَسُولاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً ﴾: على رسالتك.
﴿ مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ ﴾: عن طاعته.
﴿ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ﴾: عن المعاصي.
﴿ وَيَقُولُونَ ﴾: المنافقون إذا أمرتهم بأمر: أمْرٌنا ﴿ طَاعَةٌ ﴾: خَرَجُوا.
﴿ فَإِذَا بَرَزُواْ ﴾: دَبَّر.
﴿ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ ﴾: من قولهم: طاعة أي: في تبييتهم وسرهم، يضمرون خلاف جهرهم.
﴿ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ ﴾: في صحائفهم ﴿ وَٱللَّهُ يَكْتُبُ ﴾: يُدبِّرونَ ﴿ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ﴾: المنتقم.
﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً ﴾: في كفاية شرهم، قيل: نسخت بآية القتال.


الصفحة التالية
Icon