لمَّا بَيَّنَ لنا الحَقَّ والضّلَال، كراهةَ الضَّلال أمرنا بوفاء عهوده، وهي اتباع ما بيَّن لنا في الحال والمآل فقال: ﴿ بِسمِ ٱللهِ ٱلرَّحْمٰنِ ٱلرَّحِيـمِ * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ ﴾: بكل عُقُوْدكم مع أنفسكم وما بينكم وبين الله، وما بين الله وبينكم، سواء أوجبها الشرع في الكتاب والسنة والعقل كما ذكره الله مع معرفته فينا، ونتوصل إليه بالبديهة أو بأدنى نظرً، كَمَا دَّلَّ عليه:﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ ﴾[الأعراف: ١٧٢] إلى آخره، فذلك سنة، وكل إما يلزم ابتداء أو بالتزامنا، والثاني: إما واجبُ الوَفَاء أو مُسْتحبُّة، أو واجب الترك أو مُستحبُّه، فالملتزم أربعة وعشرون قسماً، والوفاء والإيفاء: القيام بمقتضى العهد، ثم فصَّل العُقُود بقوله: ﴿ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ ﴾: هيَ كلُّ حيٍّ لا يُميِّزُ.
﴿ ٱلأَنْعَامِ ﴾: إضافة بيانية كثَوْب خَزٍّ، أي: الإبل والبقر والغنم، وألحق بها الظباء وبقر الوحش.
﴿ إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ﴾: تحريمه في آية:﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ ﴾[النساء: ٢٣] [المائدة: ٣]- الآية، حَالَ كونكم ﴿ غَيْرَ مُحِلِّي ٱلصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ﴾: جَمْعُ حرام بمعنى مُحرمون.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾: من التحليل والتحريم.