﴿ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ ﴾ الغائب عن الحواس اجمالاً. " تنبيه ": الإيمان: التصديق بما علم ضرورة أنه من دينه -صلى الله عليه وسلم- إجمالاً فيما علم إجمالاً، وتفصيلاً فيما علم تفصيلاً. وعند المحدثين والسلف: اعتقاد بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان فالإخلال بالاعتقاد نفاق وبالإقرار كفر بالعمل فسق. [ والعمل ليس جزءاً من حقيقته حتى يلزم من عدمه عدمه كما هو مذهب المعتزلة من إثبات المنزلة بين المنزلتين لمرتكب كبيرة، ومذهب الخوارج من إثبات الكفر لمن أذنب بَلْ هُوَ جُزءٌ عرفي له كالظفر والشعر واليد لِزَيْد وكالأغصان للشجرة والإيمان هو القدر المشترك بينَهُ وَبيْن التصديق، وبينه وبين الأعمال، فيطلق على التصديق وعلى المجموع حقيقة كإطلاق الشجر على ساق أو على مجموع الساق والأغصان والشعب والأوراق، فما يقي الساق لا يقال بانعدامه، وسيأتي تحقيق الإسلام في الحجرات - والله أعلم].
﴿ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ ﴾ يعدلون أركانها أو يواظبون عليها ﴿ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ أي: في الخير، خَصَّ الثلاث لمزيد فضلهم ومنع بـ ﴿ مِن ﴾ عن السرف. والرزق: ما يسوقه الله إلى الحيوان مما ينتفع به، وهو أربعة: مضمون كالغذاء، مقسوم في اللوح. ومملوك، وموعود بشرط التقوى، ويجب التوكل في الأول.


الصفحة التالية
Icon