إن المؤمن الحقَّ لا يسعه إلا أن يُولِيَ كتاب الله عزَّ وجلَّ كلَّ إجلال، وإن من إجلال القرآن وتعظيمِه الاجتهاد في معرفة كلِّ ما له صلة به، وقد أفرد علماء الأمة كلَّ علم متعلِّقٍ بكتاب الله بالبحث والتأليف، ومن تلك العلوم: أسباب النزول، وجمع القرآن وترتيبه، والمكي والمدني، ومعرفة أول ما نزل وآخر ما نزل، وأقسام القرآن، وأمثاله، ثم عمد بعض العلماء إلى جمع تلك العلوم تحت مسمّى (علوم القرآن) (٨٨)، وقد اخترت لك - أخي القارئ - في هذا الباب عشرين فائدة منتقاة من تلك العلوم الجليلة، يَحسُن بكل مسلم معرفتها؛ وهي كالآتي:
١-... ذكر ستة فروق بين القرآن الكريم والحديث القدسي:
*... القرآن الكريم جميعه منقول بالتواتر، فهو قطعيُّ الثبوت، والأحاديث القدسية غالبها من خبر الآحاد، فهي ظنيَّة الثبوت، فقد يكون منها
_________
(٨٨) من أشهر الكتب المتقدمة في مجمل علوم القرآن: «البرهان في علوم القرآن» لبدر الدين الزركشي، و «الإتقان في علوم القرآن» لجلال الدين السيوطي، أما كتب المعاصرين فمن أحسنها: «مناهل العرفان في علوم القرآن» لمحمد عبد العظيم الزُّرْقاني، وكتاب: «مباحث في علوم القرآن» لمنّاع القطّان.