خلق كثير يقولون ذلك، وهم الغُلاة الإسماعيلية ومن صنف الكتبَ
المعروفة المشهورة في أنّ المراد بذكر العبادات والمعاصي المحرمات رجالٌ
أُمرنا بموالاة بعضهم والبراءةِ من بعضهم، وأن المرادَ باسم النكاح والطلاق
والعتاق وغير ذلك دخولٌ في البيعة وتحفظٌ من نشر الدعوة أو إذاعةٌ لها
وخروجٌ عنها، وغير ذلك مما قد عُرف من أقاويلهم، وكل ذلك مروي
عندهم عن أهل البيت ومَن هم الأئمة والصفوة عليهم السلام، لعلهم مثل
عدد الشيعة أو أكثر عددا، والغلبةُ اليومَ لهم في كثير من الأمصار
والآفاق، وإذا كان ذلك كذلك بطل قولُهم أنْ ليس في الأمة قائلٌ بهذا.
فإن قالوا: هؤلاء ليسوا من الأمة، قيل لهم: إن جاز لكم أن تُدخِلوا
أنفسَكم في الأمة مع قولكم بأن الأئمة الإثنا عشرَ أفضل من جميع الأنبياء إلا
محمدا ونوح وإبراهيم ونفر يسير من النبيين، وأن يقولوا إن الإمامَ يعلم
الغيب، وأنّه لا يحكم بنسبٍ ولا مالٍ حتى يعلم صدقَ المدعي وصدق