"وكنتُ جاريةً حديثةَ السن لا أقرأ كثيراً من القرآن "، فدلت بذلك على
أنها قد كانت تقرأ منه وأنّ كبارَ النساء آنذاك كُنّ يحفظنَ كثيراً من القرآن.
وأن الحداثةَ منعتها من مُشاكلَتِهن في ذلك.
وجاءت الأخبارُ بأنه قد كان إذ ذاك نساءٌ كنَّ يحرِصْنَ على قراءة القرآن
وجمعِه وحفظِه، وأن أخت عمرَ بن الخطّاب رضوانُ الله عليها كانت
تقارِىءُ زوجَها سورةَ طه، وأنَّ عمرَ عليه السلامُ دخل عليها فجأةً فسمعهما
يقرآن، وسأل عن ذلك، وكان ما سمعه واستعادَه سببَ إسلامه.
وروى الوليدُ بن عبد الله بن جُمَيع: مما حدّثتني جدّتي أم ورقةَ بنتُ
عبدِ الله بن الحارث الأنصاري، وكان رسولُ الله - ﷺ - يسميها الشهيدة.
وكانت قد جمعت القرآن، ورُوِيَ أن رسولَ الله - ﷺ - كان يزورُها ويقول: "انطلقوا بنا نزور الشهيدة"، وأقرَّ أن يُؤذَّن لها، وأن يُؤذَّن في أهل دارها في الفرائض ".