وكانت أمُ الدرداء من المشهوراتِ بحفظ القرآن وأخذِ نفسِها بدرسِه
والقيامِ بإعرابه، وروى يونسُ بن ميسرةَ الجيلاني عن أم الدرداء قالت: "إني
لأحبُّ أن اقرأه كما أُنزل، وكانت أم عامر الأشمليةُ مقن تقرأ القرآن ويُكتب
لها، وجاءت بما كانت تحفظه إلى زيدِ بن ثابتٍ أيامَ جمعِ أبي بكرٍ القرآنَ
مكتوبا لها بخط أبى بن كعب.
وروى داودُ بن الحُصَين عن أبيه عن أبي سفيان مولى ابن أبي
أحمد قال: سمعتُ أمَّ عامرٍ تقول: قرأتُ قبلَ أن يقدُمَ رسولُ الله
- ﷺ - علينا من مكةَ إحدى وعشرين سورة، ثم عَدتها في الروايةِ عنها، منها من الطوال ومنها من المفصل، ومن الطوال يوسف، وطه، ومريم، ومن الحواميم.
فنرى أنه كم يجب على هذا أن يكون حفظُ القرآن وكثيراً منه عند انتشار
الإسلام وظهوره في الآفاق، وكثرةُ أهل العلم والشدةُ فيهم وسماعُ أزواجِ