مصحفه، وقد عُلِمَ وتُيُقِّنَ أنّ عبد الله لم يكن يُنكرُ كون الحمد قراَناً منزلاً.
وأنّه كان يعتقدُ هو وكل مسلم إكفار من جَحَدَ كونَها من القرآن، وكيف لا
يكونُ ذلك كذلك وأمرُها أظهرُ وأشهرُ وأقاويلُ الرسول صلى الله عليه فيها
أكثرُ منه في غيرها، وهو يراه ويسمعُه ويصلّي بها في اليومِ والليلةِ يبيتُ
مراتٍ يجهرُ بقراءتها فيها ويداومُ عليها، ويسمعُ رسولَ الله - ﷺ - يقرؤها ويحث على تعلمها وحفظِها ويُعَظمُ شأنَها ويُعيدُ ويُبدي بذكر فضلها.
وروى أبو هريرةَ قال: قال رسولُ الله - ﷺ - وقد قرأ عليه أُبيُّ ابنُ كعبٍ أمَّ القرآن فقال: "والذي نفسي بيده ما أنزلَ الله جلّ وعزّ في التوراةِ ولا في الإنجيل ولا في الزَبُور ولا في القرآن مثلها، إنها السبعُ من
المثاني ".
وروى أبو هريرة أيضاً عن النبي صلى الله عليه أنّه قال: "هيَ
فاتحة الكتاب، وهي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيم ".
وروى الحسنُ عن النبي صلى الله عليه أنه قال: "مَن قرأ فاتحة الكتاب فكأنّما قرأَ التوراةَ والإنجيلَ والزَبُورَ والفرقانَ ".