(فصل)
ونحن الآن نذكرُ بعض ما جاء من الروايات في أن القرآن منزل على
ثلاثة أحرفٍ وأربعةٍ وسبعةٍ ليعلَم قارئُ كتابَنا ظهور ذلك وانتشاره في علماء
الأمة من سلفها وخلفِها، ونتكلّمُ على ما يجبُ الكلامُ عليه من هذه الأخبار
ثم نبيِّن القولَ في تفسير السبعة الأحرف بما يوضح الحق ويزيلُ الشكَّ
والريب، وما توفيقنا إلا بالله.
وقد روى الشعبي عن ابن عوفٍ عن محمد عن ابن مسعود قال: "أنزل
القرآنُ على سبعة أحرف كلُّها شاف كاف " كقولهم: هلُمَّ، تعال، أقْبِل.
وروى حمَّاد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبيِّ
صلى الله عليه قال: "أنزل القرآنُ على ثلاثة أحرف "، وروى سعيد بن أبي
سعيد المقبريُ عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله - ﷺ -