وروى الأعرجُ عن عبد الله بن بُحينه قال خطب رسولُ الله - ﷺ - فقال: (ما أتاكم عني يُوافقُ القرآن فهو عني، وما خالف القرآن فليس عني "
فإذا كان صلى الله عليه قد أمرهُم بعرض حديثه على القرآن، فكيف يُظن به
أنه قد علم من حالِهم تضييعَه وتغييرَه وتحريفه وبلوغه إلى حدّ لا يجوزُ أن
يدين به موافقة الحديث له أو مخالفته إياه، فكل هذا يدل على أنه لم يقصد
بقوله: "لتَسلُكُن سنَنَ الذين من قبلكم" تغير القرآن وتحريفه وتضييعه.
وروى وكيع عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعدِ عن زياد بن لبيد قال:
ذكر رسولُ الله - ﷺ - شيئاً فقال: "وذلك عند أوانِ ذهاب العلم.
قال: قلتُ يا رسول الله كيفَ يذهب العلمُ ونحن نقرَأ القرآن، وفي رواية
أخرى: وفينا كتاب الله نُقرئه أبنائَنا ويقرئُه أبناؤنا أبناءَهم إلى يوم القيامة.
قال: ثكلتك أمُّك يا زيادُ إن كنتُ لأراك من أفقه رجل بالمدينة".
وفي رواية أخرى: "إن كنتُ لأعُدُّك من فقهاء المدينة، أو ليس هذه اليهودُ
والنصارى يُقرؤون التوراة والإنجيلَ لا يعملُون بشيء مما فيهما، " ولو علم
ذهاب القرآن لرد عليهم قوله: ويُعلمهُ أبناؤنا أبناءَهم إلى يوم القيامة.
ويُقال: إنكم ستضيعون القرآنَ أيضا وتغيرونه تغييراً لا يمكنُ معهُ معرفةُ
العلم.
وروى القاسمُ بنُ عبد الرحمن عن أبي أمامةَ الباهلى أن رسول الله صلى
الله عليه قال: "خُذوا العلمَ قبل أن ينفد ثلاثا، قالوا: يا رسول الله وكيف
ينفدُ وفينا كتابُ الله، قال: فغضب لا يُغْضبهُ إلا الله، ثم قال: