وكان ذلك أولى به من الترحُّم عليه، وجعل ذلك منقبةً له، والتَوهمِ لصوابِ فعله وصحةِ تأليفه.
ورُوي أيضا عن عبد خيرٍ في خبرٍ آخرَ عن علي عليه السلام أنّه قال:
"أعظم الناس أجراً في المصاحف أبو بكر، رحمةُ الله على أبي بكر، هو أول
من جمع القرآن بين اللوحين "، ورووا جميعا عن شعبةَ بن علقمةَ بن
مرثد، عن سُويد بن غفلة عن على عليه السلام قال: "لو كنتُ وُلِّيتُ
الذي وَلِيَ عثمانُ لفعلتُ الذي فعل "، يعني في المصاحف، قالَ جميعُ من
روى ذلك: إنهم علموا من قوله هذا أنَّه قد قصد إلى أنه كان يصنعُ كصَنعته
في المصاحف.
وروى بعضُهم أيضا عن علقمة بن مرثد عن سُويدٍ بن غفلة قال: سمعتُ
على بن أبي طالب عليه السلام يقول: "أيها الناسُ الله الله وإياكُم والغلوَّ في
عثمانَ وقولكم حرَّاق المصاحف، فوالله ما حرَّقها إلا عن ملأٍ منا أصحابَ
محمد" في كلامٍ له في مدحهِ طويل سنذكره فيما بعد، إلى أن قالَ عليه
السلام: "لو وُلِّيتُ مثل الذي وَلِيَ لصنعتُ مثلَ الذي صنع "


الصفحة التالية
Icon