أحمدُ بنُ عبدُوس، قال: حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ المخزوميُ، قال:
حدَّثنا أبو داودَ الطيالسيُ، قال: حدَّثنا عمرانُ القطان عن قتادةَ عن يحيى
ابنِ يعمرِ عن ابن فطيمةَ، قال: "قال عثمانُ: إن في القرآن لحناً وإن العربَ
ستقيمهُ بألسنتها".
وفي هذه الروايات المسندةِ المرفوعةِ ضروبٌ من التخليط، فمنها أنّ
قتادةَ مرةً يروي الخبرَ عن يحيى بنِ يعمرِ ولا يذكُر نصراً، ومرةً يروي عن
نصرِ بن عاصمٍ عن يحيى، وتارةً تردُ الروايةُ عنه بأن يحيى بنَ يعمرٍ هو الذي
يروي عن ابن أبي فُطيمةَ، وتارةً يردُ بأن ابنَ فطيمةَ هو الراوي عند يحيى بن
يعمر، وهذا اختلاف وتخليطٌ ظاهر، وتارةً يقولُ الراوي ابنُ فطيمةَ وآخرُ
يقولُ ابنُ أبي فطيمة، وهذا أوضحُ دليلٍ على الجهالةِ بابن أبي فُطيمةَ هذا
وخفاء أمرهِ وخمولِ ذكرِه وحصولِ الشُكوكِ في أمره، وأنه غيرُ معروفٍ عن
أهلِ الضبطِ والنقل، ولو كانَ معرُوفاً لَزالت عنهم الشُكوكُ في أمرِه، فمنْ
ظن أننا نقطعُ على عثمانَ بصحَّة ِ هذهِ الرواية، وأنه قالَ هذا القولَ وأذاعهُ
بمثلِ هذا الخبرِ فقط، فقدْ ظن بعيداً، وقد بينا فيما سلَف أنه لو سلَّم جميعَ
ما ذكرناه لم يجب من ناحيةِ القطعِ على عثمانَ بموجبهِ وتصحيحِه عليه، وإذا
كانَ ذلكَ بانَ أنه لا تعلُقَ لأحد على عثمانَ بمثل هذا الخبر مِن كل وَجه.