ومما خلطوا به ما ليس منه قوله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧).
وأو موضوع للشك وهو مستحيل على الله، وهذا باطل وقد قيل فيه ثلاثةُ أشياء، فقيل إن أو هاهنا بمعنى الواو فكأنه قال: إلى مائة ألفٍ ويزيدون، وأنشدوا في ذلك قول الشاعر:
بدت مثلَ قرنِ الشمسِ في رونقِ الضُحى | بزينتها أو أنت في العين أملحُ |
وقول الآخر:
نال الخلافةَ أو كانت له قَدَراً | كما أتى ربه موسى على قَدَرِ |
وقال قائلون: إن أو هاهنا بمعنى بل يزيدون، وقالوا: أراد الشاعر بأو:
بل كانت له قدراً، وبل أنت في العين أملح، قالوا: وقد تجيء الواو بمعنى
أو، قال الله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ).
يريدُ مثنى أو ثلاث أو رباع، وقال قائلون: أراد بقوله: أو يزيدون عندكم
وفي تقديركم، فكأنَّه قال: أرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون في حِزْركم
وحَدْسكم، وهذا أيضا وجه حسن، فبطل ما توهموه.