بالسنة الرابعة بكلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية على نخبة من أساتذة القراءات ومنهم شيخنا وشيخ مشايخنا الشيخ عبد الفتاح القاضي١ رحمه الله تعالى تلقينا عليه القراءات الثلاث بمضمّن متن الدرة في القراءات الثلاث المتممة للعشر لابن الجزري فكان أحدنا يقرأ كالمقيد يقوم ويسقط من كثرة إشاراته لنا بالوقوع في اللحن رغم ما كان يتمتع به البعض من جودة في القراءة وصوت حسن نطرب لسماعه.
ولكنها ملكة وهبهم الله إياها لكثرة ممارستهم وفضل من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
مما تقدم نلحظ منهج أئمة الإقراء في أخذهم بالتجويد كل من رام القراءة عليهم وأنهم لا يصدرونه متى أخل بشيء من قواعده بل ولا يعدونه قارئاً.

فما كل من يتلو الكتاب يقيمه وما كل من في الناس يقرئهم مقري٢
فلما بدأت عصور التدوين كان لعلم التجويد منها حظ ونصيب فأفردت
١ الشيخ العلامة عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي، ولد في مدينة دمنهور سنة (١٣٢٠هـ‍). حفظ القرآن على الشيخ علي عيادة وتلقى القراءات العشر على الشيخ همام قطب، والشيخ حسن الصبحي وغيرهما. رحل إلى المدينة سنة (١٣٩٤هـ‍) وعين رئيساً لقسم القراءات منذ إنشائه وكانت له جهوده الطيبة المباركة في تطوير كلية القرآن الكريم وتلقي عنه الكثير، وكنت ممن تلقى عنه بالكلية القراءات الثلاث، وكتابه الفرائد الحسان في عد الآي، من نظمه. توفي رحمه الله تعالى سنة (١٤٠٣هـ‍).
ترجم له الشيخ المرصفي في كتابه هداية القارئ: ٢/٦٥٨، والدكتور عبد العزيز القارئ في مجلة كلية القرآن الكريم العدد الأول: ٢٩٧
٢ من قصيدة الخاقاني: انظر: قصيدتان في تجويد القرآن: ١٨


الصفحة التالية
Icon