في هذا الحديث أيضا أصل كبير في وجوب معرفة تجويد الألفاظ وكيفية النطق بالحروف على هيئتها وصيغتها وأن ذلك لازم لكل قراء القرآن أن يطلبوه ويتعلموه
وواجب على جميع المتصدرين أن يأخذوه ويعلموه اقتداء برسول الله ﷺ فيما أمر به واتباعا له على ما أكده بفعله ليكون سنة يتبعها القراء ويقتدي بها العلماء. ١
وبالمشافهة تلقى صحابة رسول الله ﷺ عنه وعرضوا عليه وسمعوا منه.
فهذا ابن مسعود يقول: والله لقد أخذت من في رسول الله ﷺ بضعا وسبعين سورة. ٢
وبالمشافهة تلقى التابعون عن الصحابة وهكذا تناقلت الأمة القرآن وأخذته بالمشافهة جيلا بعد جيل حتى وصل إلينا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ونبه ابن الجزري إلى أن من أراد أن يحكم القراءة والتجويد ويتلو كتاب ربه كما نزل فعليه بترويض اللسان وتعويده النطق الصحيح المتلقى من فم المحسن المتقن.
قال: ولا أعلم سببا لبلوغ نهاية الإتقان والتجويد ووصول غاية التصحيح والتسديد مثل رياضة الألسن والتكرار على اللفظ المتلقى من فم المحسن. ٣
وينظم ذلك المعنى في المقدمة فيقول:
٢ فتح الباري: ٩/٦٤
٣ النشر: ١/٢١٣