المبحث السادس المعاني اللغوية في سورة «البقرة» «١»
أمّا قوله تعالى الم [الآية ١]، فإن هذه الحروف أسكنت، لأنّ الكلام ليس بمدرج، وإنّما يكون مدرجا، لو عطف بحرف العطف، وذلك أنّ العرب تقول في حروف المعجم كلّها بالوقف، إذا لم يدخلوا حروف العطف، فيقولون: «ألف باء تاء ثاء» ويقولون: «ألف وباء وتاء وثاء». وكذلك العدد عندهم، ما لم يدخلوا حروف العطف فيقولون: «واحد اثنان ثلاثة». وبذلك، وعلى أنه ليس بمدرج، قطعت ألف «اثنين»، وهي من الوصل. فلو كان وصلها بالذي قبلها، لذهبت، ولكن هذا من العدد والعدد والحروف كلّ واحد منها شيء مفصول على حياله. ومثل ذلك المص (١) [الأعراف]، الر «٢» والمر [الرعد]، وكهيعص (١) [مريم] وطسم (١) «٣» ويس (١) [يس]، وطه (١) [طه]، وحم (١) «٤» وق [ق] وص [سورة ص]. إلا أنّ قوما قد نصبوا يس (١) وطه (١) وحم (١) «٥» وهو

(١). انتقي هذا المبحث من كتاب «معاني القرآن» للأخفش، تحقيق عبد الأمير محمد أمين الورد، مكتبة النهضة العربية وعالم الكتاب، بيروت، غير مؤرّخ
. (٢). يونس ١٠: ١ وهود ١١: ١ ويوسف ١٢: ١ وابراهيم ١٤: ١ والحجر ١٥: ١ [.....]
. (٣). الشعراء ٢٦: ١ والقصص ٢٨: ١
. (٤). غافر ٤٠: ١، وفصلت ٤١: ١، والشورى ٤٢: ١، والزخرف ٤٣: ١، والجاثية ٤٥: ١، والأحقاف ٤٦: ١
. (٥). ذكر نصب [يس] في معاني القرآن ٣: ٣٧١ ولم ينسبه قراءة ونسب في الشواذ ١٢٤ فتح النون من [يس] والفاء من [ق] والدال من [ص] إلى عيسى بن عمر، ونسب في المحتسب ٢: ٢٠٣ فتح النون من [يس] إلى ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر، ونسب في الجامع ١٥: ٣ ونصب النون في [يس] إلى عيسى وفي البحر ٧: ٣٢٣ كما في المحتسب
.


الصفحة التالية
Icon