والحق أن الذي ذهب إليه من المساواة بين القرآن وبين كلام العرب مرفوض من وجهين: -
أولاً: أنه ادعى دعوى لم يقم عليها الدليل! ؟
ثانياً: أن هذا الرأي شاذ وموضع إنكار شديد عند العلماء.
* * *
* ابن حزم والصرفة:
يرى ابن حزم الأندلسى إمام أهل الظاهر أن إعجاز القرآن حال بالصرفة.
ويرفض ابن حزم الإعجاز البياني.
وقد لخص رأيه في قوله: " ووجه إعجازه أن الله رفع القوة عن العرب. وحال بين العباد وبين أن يأتوا بمثله، ويرى أن
التحدى وقع بالنظم وبما في القرآن من الإخبار عن الغيوب وإن كان غير مطرد فى القرآن كله. وأن الإعجاز حاصل ببعض القرآن دون التوقف على القرآن كله كما يرى الأشاعرة.
وإعجازه باق إلى يوم القيامة. والقرآن ليس من جنس كلام البَشر، ويسوق
على ذلك ما رآه من أدلة مثل فواتح السور بالحروف المقطعة، والأقسام التي لا عهد للبَشر بها. ومزجه بين المعاني المتباعدة.
وفي رفضه الإعجاز البياني يقول: " وقد ظن قوم أن عجز العرب ومَن تلاهم
من سائر البلغاء عن معارضة القرآن إنما هو لكون القرآن في أعلى طبقات
البلاغة، وهذا خطأ شديد، ولو كان كذلك، وقد أبى الله عزَّ وجلَّ أن يكون كذلك، وإن كان سبق في وقت ما فلا يؤمن أن يأتى في غد ما يقاربه أو يفوقه "!
ومعنى هذا الكلام: أن ابن حزم يستند في رفضه المذهب البياني إلى أن
القول به قد يفضى إلى نقض الإعجاز في المستقبل، لجواز أن يظهر في الناس
نابغة يأتى بمثل القرآن أو بما يفوقه.