بينما البيت رد أول كلمة من الشطر الثاني بعد أداة النفى على أول كلمة فى
البيت.
فأنت ترى أن الآية ردت العجز فعلاً على الصدر، بينما البيت إنما يعتبر فيه
العجز مع شيء من التسامح.
فإطلاق ضابط المحسن البديعى - رد العجز على الصدر - في " الآية "
أكثر اتساقاً منه في " البيت " وهذا ملحظ دقيق جداً.
(د) ليس في الآية ما في البيت من التكرار. ققد وقع التكرار في البيت
فى موضعين تكرر أحدهما مرتين وهو: " ننكر "، " ينكرون "، وتكرر
ثانيها ثلاث مرات وهو: " قولهم "، " القول "، " نقول ".
بينما الآية لم يتكرر فيها سوى موضع واحد، وهو تكرار لا فضول فيه إذ أن
الكلمة المكررة " يُسْئَل " و " يُسْئَلُون " تؤدى معنى أساسياً في الموضعين
وهذا وإن جاز اعتباره في البيت في: " ننكر "، " ينكرون "، فلا يجوز
بحال من الموضع الثاني: " قولهم "، " القول "، " نقول ".
(هـ) في الآية موسيقى داخلية شجية تلحظها بين اللامين في " يُسئل "،
و" يفعل " مع سهولة نطق ألفاظها وسلاستها.
وهذا الجانب غير واضح في البيت. بل هو - على العكس من الآية -
خشونة في الألفاظ.
ثانياً - من حيث المعنى:
(أ) في الآية التعبير بالفعل دون القول. وفي البيت التعبير بالقول دون
الفعل. والفعل أعم من القول فهو يشمل، والقول لا يشمل الفعل.
وهذا يسلمنا إلى الموازنة بين الموضعين من حيث المعنى، بعد أن وازنا بينهما من حيث أسلوب التعبير. فالآية أعم في المعنى من البيت، فليس هناك مأخذ
يتوجه إليها إذ ثبت المراد منها في دقة وإحكام.