٦ - جلال الدين السيوطي:
وضع السيوطي كتاباً في إعجاز القرآن أسماه " معترك الأقران في إعجاز
القرآن " ويقع في ثلاثة أجزاء كبار وقام بتحقيقه لأول مرة الأستاذ على محمد
البجاوى، وبلغت صفحات الجزء الأول منه " ستمائة وثلاثاً وأربعين صفحة"، وهو الجزء الذي تمكن لى الاطلاع عليه.
وعنوان الكتاب يوحى بموضوعه. فقد جمع فيه السيوطي آراءً وأقوالاً
مستفيضة حول إعجاز القرآن وعلومه المختلفة.
والكتاب مليء بالمعارف والتوجيهات العلمية فهو بحق سفر من أسفار الدراسات القرآنية الجادة.
وبلغت وجوه إعجاز القرآن في هذا الجزء خمسة وثلاثين وجهاً قال السيوطي
فى مقدمة ذكرها: " وقد أفرد علماؤنا - رضى الله عنهم - بتصنيف إعجاز
القرآن، وخاضوا في وجوه إعجازه كثيراً، منهم الخطابى والرماني،
والزملكانى، والإمام الرازى، وابن سراقة، والقاضي أبو بكر الباقلاني (١).
وأنهى بعضهم وجوه إعجازه إلى ثمانين.
والصواب أنه لا نهاية لوجوه إعجازه كما قال السكاكى في الفتاح:
" اعلم أن إعجاز القران يُدرك ولا يمكن وصفه. كاستقامة الوزن تُدرك ولا يمكن وصفها، وكالملاحة. وكما يُدرك طيب النغم العارض لهذا الصوت، ولا يدرك تحصيله لغير ذوى الفطر السليمة، إلا بإتقان علمي المعاني والبيان والتمرين فيهاً.
ويؤخذ من هذا النص ما يأتى:
أولاً: أن السيوطي مؤمن بأن ما ذكره من الوجوه الخمسة والثلاثين التي عزا إليها