وعلى هذا فإن الدلالة الواقعية هي الأصل المعتَبر في كل تعبير وهو المعنى
الثابت للكلمة أو الدلالة القاموسية.
وإلى هنا يمكننا أن نوجز وظيفة اللفظ المفرد من حيث الدلالة على معناه المستفَاد من التجارب الأصلية العامة.
ونحلل هذه الوظيفة إلى المظاهر الآتية:
إن لكل لفظ دلالة واقعية عامة هي الأصل. وقد تكون له دلالة طارئة خاصة
ناتجة عن تجربة خاصة عاناها بعض الأفراد. والدلالة الواقعية العامة ضربان:
الأول: دلالة سارة بأصل وضعها مثل: السعادة، النور، الفاكهة، الورد،
العسل.
الثاني: دلالة مقبضة بأصل وضعها - كذلك - مثل: الشوك، الظلام
الحنظل.
والمرجع في هذا كله هو التجارب. فإذا وجد إنساناً لم يكون تجربة عن كلمة، أولم يدرك تجربتيا الأصلية العامة. وجهل معناها.
فإنه يكون ذا شعور متبلد لدى سماعه لها لا تثير فيه شعوراً أى شعور.
ويقارن علماء النفس بين الدلالتين - الأصلية العامة والطائة الخاصة - على
النحو التالي
أولا: أن المعنى الواقعى العام موضوعى مشترك. يدرك مغزاه الجميع،
ويمكن نقله.
أما المعنى النفسي.. فذاتى خاص لا يدركه إلا الشخص نفسه موضوع
التجربة، ولا يمكن نقله.
ثانياً: أن المعنى الخارجى العام هو الدعامة التي يقوم عليها أساس
التخاطب بين الناس ليمكن تصور المعنى على وجهة لا تختلف من فريق إلى
فريق.