والمعنى الذاتى بمنأى عن هذه المنزلة، فهو معنى ثان قد يُثار لدى الشخص
إذا توافرت عنده دواعيه. فلا يصلح أن يكون وسيلة للتفاهم.
* * *
* عناصر المعنى اللغوي:
الدلالة بنوعيها - الواقعى والخاص - تسمى الوظيفة الإشعاعية للفظ، ويبدو
الإشعاع واضحاً عندما يكون اللفظ دالاً على ذات، لأنه عند سماعه يثير فى
الذهن مدلوله الخارجى بشكله وهيئته وخصائصه وهذا هو المراد بالإشعاع. إذ هو قوة الإيحاء الذهنى، ووضوح التصوير.
وهذا المعنى هو ما كان شائعاً فى دلالات اللفظ في اللغة القديمة قبل مرحلة التجريد.
ويعزو بعض العلماء نشوء فكرة السحر والرقيا بوسيلة الكلمات إلى تلك القوة التصورية التي كانت تشع من اللفظ فجعلهم ينظرون إليه كأنه المدلول عليه نفسه بما له من قوة تصوير.
أما عناصر هذه الدلالة الإشعاعية - أو المعنى - فإن العلامة " ريتشاردز "
يراها على النحو التالى:
١ - المدلول: وهو الشى المقابل للكلمة، في عالم الواقع. سواء أكان هذا
المقابل ذاتاً أو معنى يحصل تصوره في ذهن السامع.
٢ - الشعور الوجدانى: ويراد به شعور المتكلم نحو الشيء الذي هو موضوع الحديث. فلكل مدلول عليه شعور وجدانى خاص هو الذي يساورنا حين نذكر الكلمة الدالة عليه. مثل: أب - وطن - غول - تفاح..
ألا تحس بتغيير فى شعورك الخاص نحو مدلول كل من الكلمات السالفة؟
وهذا الشعور الوجدانى هو الذي يرتبط بمدلول كل كلمة.
فهو عنصر من عناصر المعنى الذي تحمله الكلمة في مدلولها العام.
وقَلَّ أن تتجرد عنه كلمة