ومن الأدب النبوى قوله عليه الصلاة والسلام: " إخوانكم خَوَلكم "
والتقدير: خَوَلكم إخوانكم.
وقد قال الشُراح إن المراد بهذا الحديث تشبيه " الخول " بالإخوان في حسن المعاملة إليهم. وحفظ الود لهم. فهو من التشبيه
البليغ المؤكد. فقدم المسند على المسند إليه اعتناءً بشأن المقدم. واهتماماً به.
وفي الأدب النبوى كثير من اللفتات البلاغية من هذا النوع وغيره يطول بنا
التطواف لو أرخينا العنان.. فلنكتف بما قَل ودَلَّ.
ومن الشعر الرائع.. قال الشاعر:
أأتركُ إنْ قَلتْ دَرَاهِمُ خَالِدٍ... زِيَارَتَهُ إنَى إذَنْ للئِيمُ
وقال ابن المعتز:
وإنَى على إشْفاقِ عَيْنِى من العِدَى... لتَجْمَحُ مِنَى نَظرَةٌ ثم أطرِقُ
وقال أيضا:
وظلتْ تُدِيرُ الراحَ أيْدى جَآزِرٍ... عِتَاقِ دَنَانِيرِ الوُجُوهِ مِلاَحِ
هذه ثلاثة أبيات من الشعر لم تجر على النسق العادى.
ففى الأول فصل بين الفعل ومعموله بجملة الشرط، والأصل اتصال العامل بالمعمول.
كما فصل فى الشطر الثاني من نفس البيت بين اسم " إن " - الضمير - وخبرها بأجنبى هو " إذن ".
كما فصل ابن المعتز في البيت الثاني بين اسم: " ظل " وبينها بالخبر:
"تدير الراح " وفيه تقديم الخبر على المبتداً أيضاً، ففيه فصل وتقديم كما ترى.


الصفحة التالية
Icon