وفى البيت الثاني فصل بين اسم " إن " وخبرها بأجنبى هو " على إشفاق
عينى من العدى " كما فصل بين الفعل: " لتجمح " وفاعله: " نظرة "
بالجار والمجرور: " منى ".. وغير ذلك كثير.
والطريقة التي يعتمد عليها المنهج العادى لتكوين الجملة الاسمية - إذا خلا
المقام من دواعى التقديم والتأخير - أنه يفرق بين الأعرف والأقل أعرفية من
ركنى الإسناد الخبرى.
فالأعرف هو المسند إليه، وتقديمه هو الأصل. والأقل
أعرفيه هو المسند. وذلك لأن المسند إليه هو موضوع الحديث ومحط الحكم، والحكم على المجهول لا يفيد. فإذا تساويا في التعريف فهما سيان في صحة
وقوع كل منهما مسنداً إليه أو مسنداً.
والفصل في ذلك هو الاعتبار الذى
يجعله المتكلم نصب عينيه - مراعياً في ذلك حال المخاطب.
إن طريقة التعبير في اللغة لا تخضع لقوالب جافة. وإنما هي مرنة طوع يد
العبر تصور أحاسيسه ومعانيه. على أي وجه أراد حسبما يقتضيه الحال.
* * *
الأسلوب اللغوي.. معناه، وأنواعه، ووظيفته:
معنى الأسلوب اللغوي: تشير معاجم اللغة إلى أن مفهوم الأسلوب هو
الطريقة، يقال: سلكت أسلوب فلان - أي طريقته. ويقال - كذلك -: كلامه على أساليب حسنة.
كما يقال للسطر من النخيل: أسلوب، وكل طريق ممتد فهو أسلوب.
والأسلوب: الطريق والوجه والمذهب. يقال: أنتم في أسلوب سوء، ويجمع
على أساليب، والأسلوب: الطريق تأخذ فيه. والأسلوب: الفن، يقال: أخذ فلان في أساليب من القول: أفانين منه.
هذا معنى الأسلوب في القواميس وأسفار اللغة.
والمتأخرون متأثرون بهذه التوجيهات في ضبط الأسلوب.
ونعرض فيما يأتى آراء اثنين فذَّين منهما: